تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٠٥
وقالت فرقة: الإشارة إلى القرآن بجملته، والعبادة تتضمن الإيمان.
وقوله سبحانه: * (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) *: قالت فرقة: هو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين عموما، أما للمؤمنين فواضح، وأما للكافرين فلأن الله تعالى رفع عنهم ما كان يصيب الأمم والقرون السابقة قبلهم من التعجيل بأنواع العذاب المستأصلة; كالطوفان وغيره.
وقوله * (آذنتكم) * معناه: عرفتكم بنذارتي، وأردت أن تشاركوني في معرفة ما عندي من الخوف عليكم من الله تعالى، وقال البخاري: * (آذنتكم) *: أعلمتكم، فإذا أعلمتهم فأنت وهم على سواء، انتهى، ثم أخبر أنه لا يعرف تعيين وقت لعقابهم، هل هو قريب أم بعيد؟ وهذا أهول وأخوف.
قال * ص *: * (وإن أدري) * بمعنى: ما أدري، انتهى. والضمير في قوله: * (لعلة) * عائد على الإملاء لهم، و * (فتنة) * معناه: امتحان وابتلاء، وال‍ * (متاع) *: ما يستمتع به مدة الحياة الدنيا، ثم أمره تعالى أن يقول على جهة الدعاء: * (رب احكم بالحق) * وهذا دعاء فيه توعد، ثم توكل في آخر الآية واستعان بالله تعالى; قال الداودي: وعن قتادة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا شهد قتالا قال: * (رب احكم بالحق) *. انتهى.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381