تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٦
(وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون (4) فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين (5) وقوله سبحانه: (وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون) قالت فرقة: المراد وكم من أهل قرية.
وقالت فرقة: اللفظ يتضمن هلاك القرية وأهلها، وهو أعظم العقوبة، و " الفاء " في قوله سبحانه: (فجاءها بأسنا) لترتيب القول فقط.
وقيل: المعنى أهلكناها بالخذلان، وعدم التوفيق، فجاءها بأسنا بعد ذلك و (بياتا)، نصب على المصدر في موضع الحال، و (قائلون) من القائلة، وإنما خص وقتي الدعة والسكون، لأن مجيء العذاب فيهما أفظع وأهول، لما فيه من البغتة والفجأة.
قال أبو حيان: أو للتفصيل، أي: جاء بعضهم بأسنا ليلا، وبعضهم نهارا انتهى.
وقوله عز وجل: (فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين) هذه الآية يتبين منها أن المراد في الآية قبلها أهل القرى، والدعوى في كلام العرب تأتي لمعنيين:
أحدهما: الدعاء، ومنه قوله عز وجل: (فما زالت تلك دعواهم) [الأنبياء: 15].
والثاني: الادعاء، وهذه الآية تحتمل المعنيين، ثم استثنى سبحانه من غير الأول كأنه قال: لم يكن منهم دعاء أو ادعاء إلا الإقرار، والاعتراف، أي: هذا كان بدل الدعاء،
(٦)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة