تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٨
قال مجاهد: ففيهم نزلت هذه الأربع آيات.
وقوله: (أنزلنا) يحتمل التدريج أي: لما أنزل المطر، فكان عنه جميع ما يلبس، ويحتمل أن يريد ب‍ (أنزلنا) خلقنا، كقوله: (وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) [الزمر: 6]، (وأنزلنا الحديد) [الحديد: 25] و (لباسا) عام في جميع ما يلبس، و (يواري): يستر.
وقرأ الجمهور: " وريشا "، وقرأ عاصم، وأبو عمرو " ورياشا " وهما عبارتان عن سعة الرزق، ورفاهة العيش، وجودة الملبس والتمتع.
وقال البخاري: قال ابن عباس: وريشا: المال انتهى.
وقرأ نافع، وغيره: " ولباس " بالنصب.
وقرأ حمزة، وغيره بالرفع. وقوله: (ذلك من آيات الله) إشارة إلى جميع ما أنزل الله من اللباس والريش. وحكى النقاش: أن الإشارة إلى لباس التقوى، أي: هو في العبد آية، أي: علامة وأمارة من الله تعالى أنه قد رضي عنه، ورحمه.
وقال ابن عباس: لباس التقوى هو السمت الحسن في الوجه. وقاله عثمان بن عفان على المنبر.
وقال ابن عباس أيضا: هو العمل الصالح.
وقال عروة بن الزبير: هو خشية الله وقيل: هو لباس الصوف، وكل ما فيه تواضع لله عز وجل.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة