تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١١
" وما " في قوله: (ما منعك) استفهام على جهة التوبيخ والتقريع، و " لا " في قوله:
(ألا تسجد) قيل: هي زائدة، والمعنى: ما منعك أن تسجد، وكذلك قال أبو حيان:
إنها زائدة، كهي في قوله تعالى: (لئلا يعلم أهل الكتاب) [الحديد: 29].
قال: ويدل على زيادتها سقوطها في قوله تعالى: (ما منعك أن تسجد) [ص: 75].
في " ص " انتهى. وجواب إبليس اللعين ليس بمطابق لما سئل عنه، لكن [لما] جاء بكلام يتضمن الجواب والحجة، فكأنه قال: منعني فضلي عليه، إذ أنا خير منه، وظن إبليس أن النار أفضل من الطين، وليس كذلك بل هما في درجة واحدة من حيث إنهما جماد مخلوق، ولما ظن إبليس أن صعود النار، وخفتها يقتضي فضلا على سكون الطين وبلادته، قاس أن ما خلق منها أفضل مما خلق من الطين، فأخطأ قياسه، وذهب عليه أن الروح الذي نفخ في آدم ليس من الطين.
وقال الطبري: ذهب عليه ما في النار من الطيش، والخفة، والاضطراب، وفي الطين من الوقار، والأناة والحلم، والتثبت وروي عن الحسن، وابن سيرين أنهما قالا: أول من قاس إبليس، وما عبدت الشمس والقمر إلا بالقياس، وهذا القول منهما ليس هو بإنكار للقياس. وإنما خرج كلاهما نهيا عما كان في زمانهما من مقاييس الخوارج
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة