تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٢
وغيرهم، فأرادا حمل الناس على الجادة.
وقوله سبحانه: (فاهبط منها) الآية: يظهر منه أنه أهبط أولا، وأخرج من الجنة، وصار في السماء، لأن الأخبار تظاهرت أنه أغوى آدم وحواء من خارج الجنة، ثم أمر آخرا بالهبوط من السماء مع آدم، وحواء، والحية. وقوله: (إنك من الصاغرين) حكم عليه بضد معصيته التي عصى بها، وهي الكبرياء، فعوقب بالحمل عليه، بخلاف شهوته، وأمله والصغار: الذل قاله السدي.
ومعنى: (أنظرني) أخرني فأعطاه الله النظرة إلى النفخة الأولى. قاله / أكثر الناس وهو الأصح والأشهر في الشرع.
وقوله: (فبما) يريد به القسم، كقوله في الآية الأخرى: (فبعزتك) [ص: 82].
(وأغويتني) قال الجمهور: معناه: أضللتني من الغي، وعلى هذا المعنى قال محمد بن كعب القرظي: قاتل الله القدرية لإبليس أعلم بالله منهم، يريد في أنه علم أن الله يهدي ويضل.
وقوله: (لأقعدن لهم صراطك) المعنى: لأعترضن لهم في طريق شرعك، وعبادتك، ومنهج النجاة، فلأصدنهم عنه.
ومنه قوله عليه السلام: " إن الشيطان قعد لابن آدم بأطراقه نهاه عن الإسلام، وقال: تترك دين آبائك، فعصاه فأسلم، فنهاه عن الهجرة فقال: تدع أهلك وبلدك، فعصاه فهاجر، فنهاه عن الجهاد، فقال: تقتل وتترك ولدك، فعصاه فجاهد فله الجنة... " الحديث.
وقوله سبحانه: (ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا
(١٢)
مفاتيح البحث: القتل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة