تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٠
- بكسر اللام من " لتزول " وفتح الأخيرة -، وهذا على أن تكون " إن " نافيه بمعنى " ما "، ومعنى الآية تحقير مكرهم، وأنه ما كان لتزول منه الشرائع والنبوات وإقدار الله بها التي هي كالجبال في ثبوتها وقوتها، هذا هو تأويل الحسن وجماعة المفسرين وتحتمل عندي هذه القراءة أن تكون بمعنى تعظيم مكرهم، أي: وإن كان شديدا، وقرأ الكسائي: " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " - بفتح اللام الأولى من لتزول، وضم الأخيرة -، وهي قراءة ابن عباس وغيره، ومعنى الآية: تعظيم مكرهم وشدته، أي: أنه مما يشقى به، ويزيل الجبال عن مستقراتها، لقوته، ولكن الله تعال أبطله ونصر أولياءه، وهذا أشد في العبرة، وقرأ علي وابن مسعود وعمر بن الخطاب وأبي: " وإن كاد مكرهم "، وذكر أبو حاتم أن في قراءة أبي: " ولولا كلمة الله لزال من مكرهم الجبال ".
وقوله سبحان: (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله...) الآية: تثبيت للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من أمته، ولم يكن النبي عليه السلام ممن يحسبن مثل هذا، ولكن خرجت العبارة هكذا، والمراد بما فيها من الزجر غيره، (إن الله عزيز): لا يمتنع منه شئ، (ذو انتقام): من الكفرة.
وقوله سبحانه: (يوم تبدل الأرض...)، الآية: (يوم) ظرف للانتقام المذكور قبله، وروي في تبديل الأرض أخبار منها في الصحيح: " يبدل الله هذه الأرض بأرض عفراء بيضاء كأنها قرصة نقي "، وفي الصحيح: " إن الله يبدلها خبزة يأكل المؤمن منها من
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة