تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠١
قال * ع *: كأنه جعله بمنزلة قوله: رب بقدرتك علي، وقضائك، ويحتمل أن تكون باء السبب.
وقوله سبحانه: (هذا صراط علي مستقيم): المعنى: هذا أمر إلي يصير، والعرب تقول: طريقك في هذا / الأمر على فلان، أي: إليه يصير النظر في أمرك، والآية تتضمن وعيدا، وظاهر قوله: (عبادي): الخصوص في أهل الإيمان والتقوى، فيكون الاستثناء منقطعا، وإن أخذنا العباد عموما، كان الاستناء متصلا، ويكون الأقل في القدر من حيث لا قدر للكفار، والنظر الأول أحسن، وإنما الغرض ألا يقع في الاستثناء الأكثر من الأقل، وإن كان الفقهاء قد جوزوه.
وقوله: (لموعدهم): أي: موضع اجتماعهم، عافانا الله من عذابه بمنه، وعاملنا بمحض جوده وكرمه.
وقوله سبحانه: (إن المتقين في جنات وعيون * ادخلوها بسلام...) الآية:
ال‍ (سلام)، هنا: يحتمل أن يكون السلامة، ويحتمل أن يكون التحية، وال‍ (غل):
الحقد، قال الداوودي: عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ونزعنا ما في صدورهم...) الآية، قال: " إذا خلص المؤمنون من الصراط، حبسوا على صراط بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض بمظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا، أذن لهم في دخول الجنة، والله، لأحدهم أهدى بمنزلة في الجنة من منزله في الدنيا ". انتهى.
وال‍ (سرر): جمع سرير، و (متقابلين): الظاهر أن معناه: في الوجوه، إذ الأسرة متقابلة، فهي أحسن في الرتبة.
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة