تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٣٠
وقال ابن أبزي: نزل قوله: (وما كان الله ليعذبهم، وأنت فيهم) بمكة إثر قولهم: (أو ائتنا بعذاب أليم)، ونزل قوله: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)، عند خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة في طريقه إلى المدينة، وقد بقي بمكة مؤمنون يستغفرون، ونزل قوله: (وما لهم ألا يعذبهم الله...) إلى آخر الآية، بعد بدر عند ظهور العذاب عليهم.
* ت *: وهذا التأويل بين، وعليه اعتمد عياض في " الشفا " قال: وفي الآية تأويل آخر، ثم ذكر حديث الترمذي، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنزل الله تعالى علي أمانين لأمتي: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)، فإذا مضيت، تركت فيهم الاستغفار ". انتهى.
قال * ع *: وأجمع المتأولون على أن معنى قوله: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) أن الله عز وجل لم يعذب قط أمة ونبيها بين أظهرها، أي: فما كان الله ليعذب هذه الأمة، وأنت فيهم، بل كرامتك لديه أعظم.
وقوله عز وجل: (وما لهم ألا يعذبهم الله) توعد بعذاب الدنيا، والضمير في قوله:
(أولياءه): عائد على الله سبحانه، أو على المسجد الحرام، كل ذلك جيد، وروي الأخير عن الحسن.
وقال الطبري: عن الحسن بن أبي الحسن أن قوله سبحانه: (وما لهم ألا يعذبهم الله) ناسخ لقوله: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون).
قال * ع *: وفيه نظر، لأنه خبر لا يدخله نسخ.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة