مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٦١
الماء فأزلت درنه، والغسل الاسم، والغسل ما يغسل به، قال (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم) الآية. والاغتسال غسل البدن، قال: (حتى تغتسلوا) والمغتسل الموضع الذي يغتسل منه والماء الذي يغتسل به، قال (هذا مغتسل بارد وشراب) والغسلين غسالة أبدان الكفار في النار، قال (ولا طعام إلا من غسلين).
غشى: غشيه غشاوة وغشاء أتاه إتيان ما قد غشيه أي ستره والغشاوة ما يغطى به الشئ، قال (وجعل على بصره غشاوة - وعلى أبصارهم غشاوة) يقال غشيه وتغشاه وغشيته كذا قال (وإذا غشيهم موج - فغشيهم من اليم ما غشيهم - وتغشى وجوههم النار - إذ يغشى السدرة ما يغشى - والليل إذا يغشى - إذ يغشيكم النعاس) وغشيت موضع كذا أتيته وكنى بذلك عن الجماع يقال غشاها وتغشاها (فلما تغشاها حملت) وكذا الغشيان والغاشية كل ما يغطى الشئ كغاشية السرج وقوله (أن تأتيهم غاشية) أي نائبة تغشاهم وتجللهم وقيل الغاشية في الأصل محمودة وإنما استعير لفظها ههنا على نحو قوله (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) وقوله (هل أتاك حديث الغاشية) كناية عن القيامة وجمعها غواش، وغشي على فلان إذا نابه ما غشى فهمه، قال (كالذي يغشى عليه من الموت - نظر المغشى عليه من الموت - فأغشيناهم فهم لا يبصرون - وعلى أبصارهم غشاوة - كأنما أغشيت وجوههم - واستغشوا ثيابهم) أي جعلوها غشاوة على أسماعهم وذلك عبارة عن الامتناع من الاصغاء، وقيل استغشوا ثيابهم كناية عن العدو كقولهم شمر ذيلا وألقى ثوبه، ويقال غشيته سوطا أو سيفا ككسوته وعممته غص: الغصة الشجاة التي يغص بها الحلق، قال (وطعاما ذا غصة).
غض: الغض النقصان من الطرف والصوت وما في الاناء يقال غض وأغض، قال: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم - وقل للمؤمنات يغضضن - واغضض من صوتك) وقول الشاعر:
* فغض الطرف إنك من نمير * فعلى سبيل التهكم، وغضضت السقاء، نقصت مما فيه، والغض الطري الذي لم يطل مكثه.
غضب: الغضب ثوران دم القلب إرادة الانتقام، ولذلك قال عليه السلام:
" اتقوا الغضب فإنه جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم تروا إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينيه " وإذا وصف الله تعالى به فالمراد به الانتقام دون غيره، قال (فباءوا بغضب على غضب - فباءوا بغضب من الله) وقال (ومن يحلل عليه غضبى - غضب الله عليهم) وقوله (غير المغضوب عليهم) قيل
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست