مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٦٥
في السعر غلاء، وإذا كان في القدر والمنزلة غلو وفى السهم: غلو، وأفعالها جميعا غلا يغلو. قال (لا تغلوا في دينكم) والغلي والغليان يقال في القدر إذا طفحت ومنه استعير قوله (طعام الأثيم كالمهل يغلى في البطون كغلي الحميم) وبه شبه غليان الغضب والحرب، وتغالى النبت يصح أن يكون من الغلي وأن يكون من الغلو. والغلواء: تجاوز الحد في الجماح، وبه شبه غلواء الشباب.
غم: الغم ستر الشئ ومنه الغمام لكونه ساترا لضوء الشمس. قال تعالى: (يأتيهم الله في ظلل من الغمام) والغمى مثله. ومنه غم الهلال ويوم غم وليلة غمة وغمى، قال:
* ليلة غمى طامس هالها * وغمة الامر قال (ثم لا يكن أمركم عليكم غمة) أي كربة يقال غم وغمة أي كرب وكربة، والغمامة خرقة تشد على أنف الناقة وعينها، وناصية غماء تستر الوجه.
غمر: أصل الغمر إزالة أثر الشئ ومنه قيل للماء الكثير الذي يزيل أثر سيله غمر وغامر، قال الشاعر:
* والماء غامر خدادها * وبه شبه الرجل السخي والفرس الشديد العدو فقيل لهما غمر كما شبها بالبحر، والغمرة معظم الماء الساترة لمقرها وجعل مثلا للجهالة التي تغمر صاحبها وإلى نحوه أشار بقوله (فأغشيناهم) ونحو ذلك من الألفاظ قال (فذرهم في غمرتهم - الذين هم في غمرة ساهون) وقيل للشدائد غمرات، قال (في غمرات الموت) ورجل غمر وجمعه أغمار. والغمر الحقد المكنون وجمعه غمور، والغمر ما يغمر من رائحة الدسم سائر الروائح، وغمرت يده وغمر عرضه دنس، ودخل في غمار الناس وخمارهم أي الذين يغمرون.
والغمرة ما يطلى به من الزعفران، وقد تغمرت بالطيب وباعتبار الماء قيل للقدح الذي يتناول به الماء غمر ومنه اشتق تغمرت إذا شربت ماء قليلا، وقولهم فلان مغامر إذا رمى بنفسه في الحرب إما لتوغله وخوضه فيه كقولهم يخوض الحرب، وإما لتصور الغمارة منه فيكون وصفه بذلك، كوصفه بالهودج ونحوه.
غمز: أصل الغمز الإشارة بالجفن أو اليد طلبا إلى ما فيه معاب ومنه قيل ما في فلان غميزة أي نقيصة يشار بها إليه وجمعها غمائز، قال:
(وإذا مروا بهم يتغامزون)، وأصله من غمزت الكبش إذا لمسته هل به طرق؟ نحو عبطته.
غمض: الغمض النوم العارض، تقول ما ذقت غمضا ولا غماضا وباعتباره قيل أرض غامضة وغمضة ودار غامضة، وغمض عينه وأغمضها وضع إحدى جفنتيه على الأخرى
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست