مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٥٨
وسئل بعضهم عن يوم التغابن فقال: تبدوا الأشياء لهم بخلاف مقاديرهم في الدنيا، قال بعض المفسرين: أصل الغبن إخفاء الشئ والغبن بالفتح الموضع الذي يخفى فيه الشئ، وأنشد:
ولم أر مثل الفتيان في * غبن الرأي ينسى عواقبها وسمى كل منثن من الأعضاء كأصول الفخذين والمرافق مغابن لاستتاره، ويقال للمرأة إنها طيبة المغابن غثا: الغثاء غثاء السيل والقدر وهو ما يطفح ويتفرق من النبات اليابس وزبد القدر ويضرب به المثل فيما يضيع ويذهب غير معتد به، ويقال غثا الوادي غثوا وغثت نفسه تغثي غثيانا خبثت.
غدر: الغدر الاخلال بالشئ وتركه والغدر يقال لترك العهد ومنه قيل فلان غادر وجمعه غدرة، وغدار كثير الغدر، والأغدر والغدير الماء الذي يغادره السيل في مستنقع ينتهى إليه وجمعه غدر وغدران، واستغدر الغدير صار فيه الماء، والغديرة الشعر الذي ترك حتى طال وجمعها غدائر، وغادره تركه قال (لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) وقال (فلم نغادر منهم أحدا)، وغدرت الشاة تخلفت فهي غدرة وقيل للجحرة واللخاقيق للأمكنة التي تغادر البعير والفرس عائرا، غدر، ومنه قيل ما أثبت غدر هذا الفرس ثم جعل مثلا لمن له ثبات فقيل ما أثبت غدره.
غدق: قال: (لأسقيناهم ماء غدقا) أي غزيرا، ومنه غدقت عينه تغدق، والغيداق يقال فيما يغزر من ماء وعدو ونطق. غدا: الغدوة والغداة من أول النهار وقوبل في القرآن الغدو بالآصال نحو قوله: (بالغدو والآصال) وقوبل الغداة بالعشي، قال (بالغداة والعشي - غدوها شهر ورواحها شهر) والغادية السحاب ينشأ غدوة، والغداء طعام يتناول في ذلك الوقت وقد غدوت أغدو، قال (أن اغدوا على حرثكم)، وغد يقال لليوم الذي يلي يومك الذي أنت فيه، قال: (سيعلمون غدا) ونحوه.
غرر: يقال غررت فلانا أصبت غرته ونلت منه ما أريده، والغرة غفلة في اليقظة، والغرار غفلة مع غفوة، وأصل ذلك من الغر وهو الأثر الظاهر من الشئ ومنه غرة الفرس. وغرار السيف أي حده، وغر الثوب أثر كسره، وقيل اطوه على غره، وغره كذا غرورا كأنما طواه على غره، قال (ما غرك بربك الكريم - لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) وقال (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) وقال (بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا)
(٣٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 353 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 ... » »»
الفهرست