تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٥٥
وفى الدر المنثور أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر محمد بن علي قال:
دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رجل من الأنصار يعوده فإذا ملك الموت عند رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن فقال: أبشر يا محمد فانى بكل مؤمن رفيق.
واعلم يا محمد أنى لا قبض روح ابن آدم فيصرخ أهله فأقوم في جانب من الدار فأقول: والله ما لي من ذنب وان لي لعودة وعودة الحذر الحذر وما خلق الله من أهل بيت ولا مدر ولا شعر ولا وبر في بر ولا بحر الا وأنا أتصفحهم في كل يوم وليلة خمس مرات حتى أنى لأعرف بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم. والله يا محمد انى لا أقدر أن أقبض روح بعوضة حتى يكون الله تبارك وتعالى هو الذي يأمر بقبضه.
وفى تفسير القمي في قوله تعالى: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها) قال: لو شئنا أن نجعلهم كلهم معصومين لقدرنا.
أقول: العصمة لا تنافى الاختيار فلا تنافى بين مضمون الرواية وما قدمناه في تفسير الآية.
(كلام في كينونة الانسان الأولى) تقدم في تفسير أول سورة النساء كلام في هذا المعنى وكلامنا هذا كالتكملة له.
قدمنا هناك أن الآيات القرآنية ظاهرة ظهورا قريبا من الصراحة في أن البشر الموجودين اليوم - ونحن منهم - ينتهون بالتناسل إلى زوج أي رجل وامرأة بعينهما وقد سمى الرجل في القرآن بآدم وهما غير متكونين من أب وأم بل مخلوقان من تراب أو طين أو صلصال أو الأرض على اختلاف تعبيرات القرآن.
فهذا هو الذي يفيده الآيات ظهورا معتدا به وان لم تكن نصة صريحة لا تقبل التأويل ولا المسألة من ضروريات الدين نعم يمكن عد انتهاء النسل الحاضر إلى آدم ضروريا من القرآن وأما أن آدم هذا هل أريد به آدم النوعي أعني الطبيعة الانسانية الفاشية في الأشخاص أو عدة معدودة من الافراد هم أصول النسب والآباء والأمهات الأولية أو فرد انساني واحد بالشخص؟
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست