تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٤١
ولقد أمتن الله سبحانه عليه وعلى أخيه في قوله: (ولقد مننا على موسى وهارون) الصافات: 114 وسلم عليهما في قوله: (سلام على موسى وهارون) الصافات: 120.
وأثنى على موسى عليه السلام بأجمل الثناء في قوله: (واذكر في الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا) مريم:
52، وقال: (وكان عند الله وجيها) الأحزاب: 69، وقال: (وكلم الله موسى تكليما) النساء: 164.
وذكره في جملة من ذكرهم من الأنبياء في سورة الأنعام الآية 84 - 88 فأخبر أنهم كانوا محسنين صالحين وأنه فضلهم على العالمين واجتباهم وهداهم إلى صراط مستقيم. وذكره في جملة الأنبياء في سورة مريم ثم ذكر في الآية 58 منها أنهم الذين أنعم الله عليهم.
فاجتمع بذلك له عليه السلام معنى الا خلاص والتقريب والوجاهة والاحسان والصلاح والتفضيل والاجتباء والهداية والانعام وقد مر البحث عن معاني هذه الصفات في مواضع تناسبها من هذا الكتاب وكذا البحث عن معنى النبوة والرسالة والتكليم.
وذكر الكتاب النازل عليه وهو التوراة فوصفها بأنها امام ورحمة (سورة الأحقاف: 12) وبأنها فرقان وضياء وذكر (الأنبياء: 48) وبأن فيها هدى ونور (المائدة: 44) وقال: (وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ) الأعراف: 145.
غير أنه تعالى ذكر في مواضع من كلامه أنهم حرفوها واختلفوا فيها. وقصة بختنصر وفتحه فلسطين ثانيا وهدمه الهيكل واحراقه التوراة وحشره اليهود إلى بابل سنة خمسمائة وثمان وثمانين قبل المسيح ثم فتح كورش الملك بابل سنة خمسمائة وثمان وثلاثين قبل المسيح واذنه لليهود أن يرجعوا إلى فلسطين ثانيا وكتابة عزراء الكاهن التوراة لهم معروف في التواريخ وقد تقدمت الإشارة إليه في الجزء الثالث من الكتاب في قصص المسيح عليه السلام.
2 - قصص موسى عليه السلام في القرآن: هو عليه السلام أكثر الأنبياء ذكرا في
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست