تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ١٨٩
الفيض من مجرى الوسائط فافهم ذلك.
وفى المجمع في قوله تعالى: (وآت ذا القربى حقه) وروى أبو سعيد الخدري وغيره أنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطى فاطمة عليها السلام فدكا وسلمه إليها وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
وفى الكافي باسناده عن إبراهيم اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الربا رباءان:
ربا يؤكل وربا لا يؤكل، فأما الذي يؤكل فهديتك إلى الرجل تطلب منه الثواب أفضل منها فذلك الربا الذي يؤكل، وهو قول الله عز وجل: (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) وأما الذي لا يؤكل فهو الذي نهى الله عنه وأوعد عليه النار.
أقول: ورواه أيضا في التهذيب عن إبراهيم بن عمر عنه عليه السلام، وفى تفسير القمي عن حفص بن عياث عنه عليه السلام، وفى المجمع مرسلا عن أبي جعفر عليه السلام.
وفى المجمع في قوله تعالى: (فأولئك هم المضعفون) قال أمير المؤمنين عليه السلام:
فرض الله الصلاة تنزيها عن الكبر، والزكاة تسبيبا للرزق، والصيام ابتلاء لاخلاص الخلق، وصلة الأرحام منماة للعدد.
وفى الفقيه خطبة للزهراء عليها السلام وفيها: ففرض الله الايمان تطهيرا من الشرك والصلاة تنزيها عن الكبر والزكاة زيادة في الرزق.
(كلام في معنى كون الدين فطريا، في فصول) 1 - إذا تأملنا هذه الأنواع الموجودة التي تتكون وتتكامل تدريجا سواء كانت ذوات حياة وشعور كأنواع الحيوان أو ذات حياة فقط كأنواع النبات أو ميتة غير ذي حياة كسائر الأنواع الطبيعية - على ما يظهر لنا - وجدنا كل نوع منها يسير في وجوده سيرا تكوينيا معينا ذا مراحل مختلفة بعضها قبل بعض وبعضها بعد بعض يرد النوع في كل منها بعد المرور بالبعض الذي قبله وقبل الوصول إلى ما بعده ولا يزال يستكمل بطي هذه المنازل حتى ينتهى إلى آخرها وهو نهاية كماله.
نجد هذه المراتب المطوية بحركة النوع يلازم كل منها مقامه الخاص به لا يستقدم ولا يستأخر من لدن حركة النوع في وجوده إلى أن تنتهي إلى كماله فبينها
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست