تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٤٤
مجمع البحرين للقاء العبد الصالح وصحبته حتى فارقه.
3 - منزلة هارون ع عند الله وموقفه العبودي: أشركه الله تعالى مع موسى عليهما السلام في سورة الصافات في المن وايتاء الكتاب والهداية إلى الصراط المستقيم وفى التسليم وأنه من المحسنين ومن عباده المؤمنين (الصافات: 114 - 122) وعده مرسلا (طه: 47) ونبيا (مريم: 53) وأنه ممن أنعم عليهم (مريم: 58) وأشركه مع من عدهم من الأنبياء في سورة الأنعام في صفاتهم الجميلة من الاحسان والصلاح والفضل والاجتباء والهداية (الانعام: 84 - 88).
وفى دعاء موسى ليلة الطور: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزرى وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا) طه: 35.
وكان عليه السلام ملازما لأخيه في جميع مواقفه يشاركه في عامة أمره ويعينه على جميع مقاصده.
ولم يرد في القرآن الكريم مما يختص به من القصص الا خلافته لأخيه حين غاب عن القوم للميقات وقال لأخيه هارون أخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا وقد عبدوا العجل ألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه قال ابن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك وأنت أرحم الراحمين.
4 - قصة موسى عليه السلام في التوراة الحاضرة: قصصه عليه السلام موضوعة فيما عدا السفر الأول من أسفار التوراة الخمسة وهي: سفر الخروج وسفر اللاويين وسفر العدد وسفر التثنية تذكر فيها تفاصيل قصصه عليه السلام من حين ولادته إلى حين وفاته وما أوحى إليه من الشرائع والاحكام.
غير أن فيها اختلافات في سرد القصة مع القرآن في أمور غير يسير ة.
ومن أهمها أنها تذكر أن نداء موسى وتكليمه من الشجرة كان في أرض مدين
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست