تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ٣٦٣
مفعول له، (والا يجدوا) منصوب بنزع الخافض.
والمعنى: ولا حرج على الفقراء الذين إذا ما اتوك لتعطيهم مركوبا يركبونه وتصلح سائر ما يحتاجون إليه من السلاح وغيره قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا والحال ان أعينهم تمتلئ وتسكب دموعا للحزن من أن لا يجدوا - أو لان لا يجدوا - ما ينفقونه في سبيل الله للجهاد مع أعدائه.
وعطف هذا الصنف على ما تقدمه من عطف الخاص على العام عناية بهم لانهم في أعلى درجة من النصح واحسانهم ظاهر.
قوله تعالى: (إنما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء) الآية، القصر للافراد والمعنى ظاهر.
قوله تعالى: (يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم) إلى آخر الآية. خطاب الجمع للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين جميعا، وقوله: (لن نؤمن لكم) أي لن نصدقكم على ما تعتذرون به بناء على تعدية الايمان باللام كالباء - أو لن نصدق تصديقا ينفعكم - بناء على كون اللام للنفع - والجملة تعليل لقوله: (لا تعتذروا) كما أن قوله: (قد نبأنا الله من اخباركم) تعليل لهذه الجملة.
والمعنى يعتذر المنافقون إليكم عند رجوعكم من الغزوة إليهم قل يا محمد لهم: لا تعتذروا إلينا لأنا لن نصدقكم فيما تعتذرون به لان الله قد أخبرنا ببعض اخباركم مما يظهر به نفاقكم وكذبكم فيما تعتذرون به، وسيظهر عملكم ظهور شهود لله ورسوله ثم تردون إلى الله الذي يعلم الغيب والشهادة يوم القيامة فيخبركم بحقائق أعمالكم.
وفي قوله: (وسيرى الله عملكم ورسوله) الخ في إيضاحه كلام سيمر بك عن قريب.
قوله تعالى: (سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم) الآية أي لتعرضوا عنهم فلا تتعرضوا لهم بالعتاب والتقريع وما يتعقب ذلك فأعرضوا عنهم لا تصديقا لهم فيما يحلفون له من الاعذار بل لانهم رجس ينبغي أن لا يقترب منهم ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون.
قوله تعالى: (يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين) أي هذا الحلف منهم كما كان للتوسل إلى صرفكم عنهم ليأمنوا
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»
الفهرست