تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٩ - الصفحة ١٦٧
وكان لفظ الرواية كان: (إلى مكة) فوضع موضعه (إلى اليمن) تصحيحا لما اشتملت عليه من حديث القضاء.
وفى الدر المنثور أخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال: كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بعث عليا بأربع:
لا يطوف بالبيت عريان، ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد فهو إلى عهده، وان الله ورسوله برئ من المشركين.
أقول: وهذا المعنى مروى عن أبي هريرة بعدة طرق بألفاظ مختلفة لا تخلو من شئ في متنها - على ما سيجئ - وأمتن الروايات متنا هذه التي أوردناها.
وفيه أخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة قال: كنت مع علي حين بعثه رسول الله إلى أهل مكة ببراءة فكنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد فإن أمره أو أجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله برئ من المشركين ورسوله ولا يحج هذا البيت بعد العام مشرك.
أقول: وفي متن الرواية اضطراب بين، أما اولا: فلاشتمالها على النداء بأنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وقد سبق أنه نزلت في معناه آيات كثيرة مكية ومدنية منذ سنين وقد سمعها الحضري والبدوي والمشرك والمؤمن فأي حاجة متصورة إلى إبلاغها أهل الجمع.
وأما ثانيا: فلان النداء الثاني أعني قوله: ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد الخ، لا ينطبق لا على مضامين الآيات ولا على مضامين الروايات المتظافرة السابقة، على أنه قد جعل فيه البراءة بعد مضى أربعة أشهر.
وأما ثالثا: فلما سنذكره ذيلا.
وفيه اخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى أن لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان ثم اردف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعلى بن أبي طالب رضي الله عنه فأمره ان يؤذن ببراءة فأذن معنا على في أهل منى يوم النحر ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست