تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٩٩
وآله، فإنه فضل على غيره من وجوه متعددة، فإنه خص بالدعوة العامة، والحجج المتكاثرة، والمعجزات المستمرة، والفضائل العلمية والعملية الفانية للحصر.
وفي عيون الأخبار باسناده إلى علي بن موسى، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني قال علي عليه السلام: فقلت يا رسول الله: أفأنت أفضل أم جبريل؟ فقال عليه السلام: إن الله تعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة (1).
وقيل: إبراهيم خصصه بالخلة التي أعلى المراتب.
وقيل: إدريس لقوله تعالى: " ورفعناه مكانا عليا " (2).
وقيل: أولوا العزم من الرسل.
والايهام في جميع تلك الاحتمالات للتفخيم.
ويحتمل الحمل على الكل والايهام لعدم التعيين.
يدل عليه ما رواه العياشي في تفسيره عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بالزيادة بالايمان يفضل المؤمنون بالدرجات عند الله، قلت: إن للايمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عند الله؟ قال: نعم، قلت: صف لي ذلك رحمك الله حتى أفهمه فقال: أما فضل الله أوليائه بعضهم على بعض فقال:
" تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات " إلى آخر الآية، وقال: " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض " وقال: " انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات " وقال: " هم درجات عند الله " فهذا ذكر درجات الايمان ومنازله عند الله (3).

(١) عيون أخبار الرضا: ج ١، ص ٢٦٢، باب ٢٦، ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار النادرة في فنون شتى، قطعة من حديث ٢٢.
(٢) سورة مريم: الآية ٥٧.
(٣) تفسير العياشي: ج ١، ص 135، ح 447.
(٥٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 ... » »»
الفهرست