تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٥٢٣
الانسان على نفسه بصيرة " فأنتم لا يخفى عليكم، وقد قال الله عز وجل: " وإن تخالطوهم فإخوانكم في الدين والله يعلم المفسد من المصلح " (1).
وفي تفسير العياشي: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله: إن أخي هلك وترك أيتاما ولهم ماشية فما يحل لي منها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن كنت تليط (2) حوضها وترد ناديتها (3) وتقوم على رعيتها فاشرب من ألبانها غير مجتهد (4) للحلب ولا ضار بالولد والله يعلم المفسد من المصلح (5).
عن علي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله في اليتامى " و إن تخالطوهم فإخوانكم " قال: يكون لهم التمر واللبن ويكون لك مثله على قدر ما يكفيك ويكفيهم، ولا يخفى على الله المفسد من المصلح (6).
عنه، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: يكون لليتيم عندي الشئ، وهو في حجري أنفق عليه منه، وربما أصيب [أصبت] مما يكون له من الطعام وما يكون مني إليه أكثر، فقال: لا بأس بذلك والله يعلم المفسد من المصلح (7).
ولو شاء الله لأعنتكم: أي لو شاء الله إعناتكم لأعنتكم، أي كلفكم ما يشق عليكم، من العنت، وهي المشقة، ولم يجوز لكم مداخلتهم.
إن الله عزيز: غالب يقدر على الاعنات.

(١) الكافي: ج ٥، ص ١٢٩، كتاب المعيشة، باب أكل مال اليتيم، ح ٤.
(٢) لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. والنادية: النوق المتفرقة. هامش تفسير العياشي: ج ١، ص ١٠٧.
(٣) لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. والنادية: النوق المتفرقة. هامش تفسير العياشي: ج ١، ص ١٠٧.
(٤) أي غير مبالغ في الحلب، ويحتمل أيضا كونه تصحيف (منهك) كما في رواية الطبرسي في كتاب مجمع البيان في سورة النساء، وظاهر نسخة الوسائل أيضا، وهو من نهك الضرع، استوفى جميع ما فيه. هامش تفسير العياشي: ج ١، ص ١٠٨.
(٥) تفسير العياشي: ج ١، ص ١٠٧، ح ٣٢١.
(٦) تفسير العياشي: ج ١، ص ١٠٨، ح ٣٢٤.
(٧) تفسير العياشي: ج ١، ص 108، ح 325.
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 ... » »»
الفهرست