تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٣٨
معقول للبشر.
وعن الثاني: بأنا قد بينا أنه يطلق على مفهوم المعبود مجازا.
وعن الثالث: بأن اشتقاقه من لفظ آخر لا ينافي علميته، لجواز اشتقاق لفظ من لفظ ثم وضعه لشئ مخصوص.
واشتقاقه من أله آلهة وألوهة وألوهية بمعنى عبد، ومنه تأله واستأله، فالإله المعبود. أو من أله إذا تحير، إذ العقول تحير في معرفته. أو من ألهت فلانا أي سكنت إليه، لان القلوب تطمئن بذكره والأرواح تسكن إلى معرفته. أو من أله إذا فزع من أمر نزل عليه. أو ألهه أجاره، إذ العابد يفزع إليه، أو هو يجيره حقيقة، أو بزعمه إذا أطلق على غير الله كاطلاقهم الاله على الصبح. أو من أله الفصيل إذا ولع بأمه، إذ العباد يولعون بالتضرع إليه في الشدائد. أو من وله إذا تحير وتخبط عقله.
وكان أصله (ولاه) فقلبت الواو همزة، لاستثقال الكسرة عليها استثقال الضمة، في وجوه، فقيل: أله كأعاء وأشاح. ويرده الجمع على آلهة دون أولهة. و قيل: أصله (لاه) مصدر لاه يليه ليها ولاها إذا احتجب أو ارتفع، لأنه تعالى محجوب عن إدراك الابصار ومرتفع على كل شئ وعما لا يليق به، ويشهد له قول الشاعر:
كحلفة من أبي رباح * يسمعها لاهه الكبار (1) وقيل: أصله (لاها) بالسريانية، فعرب بحذف الألف الأخيرة وإدخال اللام عليه، قيل: تفخيم لامه إذا انفتح ما قبله أو انضم سنة، وقيل: مطلقا، وحذف ألفه

(١) لسان العرب: ج ١٣، ص 470، في لغة (أله). وقد خففها الأعشى وقال:
كحلفة من أبي رباح * يسمعها لأهم الكبار وإنشاد العامة: يسمعها لاهه الكبار قال: وانشده الكسائي يسمعها الله والله كبار وقال في الهامش: قوله (من أبي رباح) كذا بالأصل بفتح الراء والباء الموحدة، ومثله في البيضاوي، إلا أن فيه حلقة بالقاف، والذي في المحكم والتهذيب: كحلفة من أبي رياح بكسر الراء وبياء مثناة تحتية، وبالجملة فالبيت رواياته كثيرة.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست