تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ١٤
زيارة زار بها الإمام الرضا عليه السلام بتلك المناسبة. وقد صادف فراغه من الجزء الرابع كما أرخه بأنه فرغ من تأليف هذا الجزء سنة 1102 ه‍ في مشهد، كما جاء في تاريخ الفراغ من الجزء الثالث سنة 1097 ه‍ يوم الغدير.
ويبدو من كلام صاحب الروضات أن والد المترجم كان قد تتلمذ على العلامة المتبحر الشيخ البهائي - المتوفى سنة 1031 ه‍ - قال في عرض كلامه عن كتاب " الفهرس " تأليف الشيخ منتجب الدين: ورأيت في تبريز نسخة منه بخط بعض الأفاضل، ولعله المولى محمد رضا المشهدي تلميذ الشيخ البهائي. وقد نقلت عن نسخة والد البهائي (1). وظاهر هذا الكلام أن والد المترجم أيضا كان مشهديا، وبذلك يقرب القول بأن ولادة المترجم كانت في مدينة مشهد.
وللشيخ البهائي إقامة طويلة في مشهد بصحبة والده أيام تصديه لشيخوخة الاسلام في منطقة خراسان في عهد الشاه طهماسب الصفوي، حيث عرض عليه تصديه لبث دعوة التشيع في تلك الديار فقبل، وكان له الأثر البالغ في استبصار أهل تلك البلاد، وكانت دار الشيخ معروفة بجوار مشهد الرضا عليه السلام وهي التي دفن فيها بعد نقل جثته الكريمة من أصفهان، وألحقت أخيرا بأروقة الحرم الرضوي.
ثناء العلماء له ولتفسيره:
مر ثناء مثل العلامة المجلسي للمترجم ولتفسيره في التقريظ الذي تقدم نقله، قال فيه: الفاضل الكامل المحقق البدل النحرير كشاف دائق المعاني بفكره الثاقب، ومخرج جواهر الحقائق برأيه الصائب...
وهذا الاطراء من مثل العلامة المجلسي ليس جزافا لولا أنه عرفه بالعلم والفضيلة والدقة والتحقيق الصائب.
وهكذا ما ورد في تقريظ المحقق الخوانساري: مجمع فضائل الشيم، جامع جوامع العلوم والحكم... حلال كل شبهة عارضة، كشاف كل مسألة دقيقة غامضة...
فلولا أنهم لمسوا من شخصيته الفذة دقة وتحقيقا في المسائل العلمية لما أثنوا

(1) روضات الجنات: ج 4 ص 319.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست