تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٠٨
الحماسة: أبعد الذي الخ، والشعر لعبد الرحمن بن زيد، قتل أبوه وعرض عليه سبع ديات بأبيه فأبى أن يأخذها وقال هذا. والعنف: اسم جبل، وقيل المكان المرتفع، والرهينة بمعنى الرهن. والرمس: القبر، والأصل في الرمس التغطية يقال: رمسته في التراب، وألف الاستفهام داخل ههنا على معنى الإنكار، ويتناول الذي في صدر البيت الثاني لأن الألف الاستفهام تطلب الأفعال. والمعنى: أأذكر بالبقيا بعد المدفون بنعف هذا الجبل؟
يقول أأسأم الإبقاء على من وترنى: أي أجهد في قتله ولا أقصر؟ أي يكون هذا منى عوضا من ذلك. والبقيا من الإبقاء، وغير مؤتلى: أي غير مقصر وإبدال نعف كويكب من الأول على حد قول امرئ القيس:
* ولما بلغنا الخدر خدر غيزة * وفى هذا الإبدال ترشيح لإبدال رهينة رمس من الموصول لأنه إنما فخم المكان تفخيما للمرمى المقتول هنالك.
(ألا نادت أمامة باحتمال * لتحزنني فلا بك ما أبالى) هو لغوية بن سلمى، في سورة القيامة عند قوله تعالى (لا أقسم بيوم القيامة) من حيث زيادة لا قبل فعل القسم وقد تقدم في لئلا يعلم. وأمامة: اسم امرأة. والاحتمال: الارتحال، وما أبالى معناه: ما أكثرت وأحتفل، والتقدير: فبك ما أبالى ولا زائدة. يعنى أظهرت هذه المرأة نفسها ارتحالا عنى لتجلب على حزنا. قيل يخاطبها ويقول: لا وأبيك ما أبالى، وهذه اليمين فيها تهكم. وقوله: لا بك كقولك لا بالله، وما أبالى جواب القسم، وقيل لا صلة مثلها لئلا يعلم.
(سل سبيلا فيها إلى راحة النفس * براح كأنها سلسبيل) في سورة الإنسان في آية (عينا فيها تسمى سلسبيلا) الراح: الخمر، ويقال: سلسل وسلسال وسلسبيل لسلاسة انحدارها في الحلق وسهولة مساغها، وزيدت الباء في التركيب حتى صارت الكلمة خماسية ودلت على غاية السلاسة.
(يمشى بها غلب الرقاب كأنها * بزل كسين من الكحيل جلالا) هو لعمرو بن معد يكرب. في سورة عبس عند قوله تعالى (وحدائق غلبا) يقال أسد أغلب: أي غليظ العنق. والبزل جمع بازل، وناقة بازل في الذكور والإناث: إذا فطر نابه في تاسع سنة. والكحيل: القطران.
يصف الشاعر أرضا مأسدة: أي يمشى بهذه الأرض أسود غلاظ العنق كأنها نوق كسين جلالا من قطران، والأصل في الوصف بالغلب الرقاب ثم أستعير في غيرها كما في الآية: أي شجرها غلب غلاظ.
(رباء شماء لا يأوى لقلتها * إلا السحاب وإلا الأوب والسبل) هو للمتنخل الهذلي. في سورة الطارق عند قوله تعالى (والسماء ذات الرجع) سمى المطر رجعا كما سمى أوبا تسمية بمصدري رجع وآب، وذلك لأن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بخار الأرض ثم يرجع إلى الأرض. الشاعر يرثى ابنه، وقيل يصف رجلا يصعد العقاب الشاقة، ورباء فعال من ربأ: إذا طلع وهو مضاف إلى شماء: أي طلاع قلعة شماء من الشمم وهو الارتفاع. ويقال ربأ فلان وارتبأ: إذا اعتان، والربيئة:
الطليعة، ويقال له العين والديدبان والجاسون وهو من معاني العين معنى مأنوس، وقوله: لا يأوى لقلتها، يقال أوى الإنسان يأوى: رجع. وقلة الجبل: رأسه وأعلاه. والأوب: النحل، سمى به لأنه يذهب ثم يعود
(٥٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»
الفهرست