تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - الصفحة ٥٠٦
عليه الصلاة والسلام " زعموا مطية الكذب " وعن شريح " لكل شئ كنية، وكنية الكذب زعموا " ويتعدى إلى مفعولين تعدى العلم، قال * ولم أزعمك عن ذاك معزلا * والبيت لجرير (1) من قصيدته التي مطلعها:
حيوا الغداة برامة الأطلالا * رسما تقادم عهده وأطالا والمخاطب هو الأخطل، يقال فلان في معزل عن أصحابه: أي في ناحية عنهم معتزلا مذمومة مبغوضة.
(أقبل سيل جاء من عند الله * يحرد حرد الجنة المغلة) في سورة ن عند قوله تعالى (وغدوا على حرد قادرين) أي لم يقدروا إلا على حنق وغضب بعضهم على بعض. وقيل الحرد: العدو والسرعة، قال: أقبل سيل الخ، وقطا حراد سراع، يعنى وغدوا قاصدين إلى جنتهم بسرعة ونشاط، والجنة: البستان. والمغلة: التي لها دخل وثمار، تقول كم غلة أرضك؟ أي كما دخلها؟ وحذفت الألف التي قبل الهاء من اسم الله تعالى وإنما تحذف في الوقف.
(إذا نزل الأضياف كان عذورا * على الحي حتى تستقل مراجله) في سورة الحاقة عند قوله تعالى (ولا يحض على طعام المسكين) قال الزمخشري: فيه دليلان قويان على عظم الجرم في حرمان المسكين: أحدهما عطفه على الكفر وجعله قرينة. والثاني ذكر الحض دون الفعل ليعلم أن تارك الحض بهذه المنزلة، وما أحسن قول الشاعر: إذا نزل الأضياف الخ. والعذور بالعين المهملة: السئ الخلق قليل الصبر فيما يطلبه ويهتم به. والمراجل جمع المرجل: وهى القدر العظيمة، واستقلالها: انتصابها على الأنافي وإذا ظرف لقوله عذورا، وصفه بأنه يجمع الحي بأمره فتطاع سيادته وجلالة محله، فإذا نزل به الأضياف قام بنفسه في إقامة القرى غير معتمد على أحد فيه، وأنه يعرض له في خلقه عجلة يرتكبها ويشدد في الأمر والنهى على جماعة الحي حتى تنصب المراجل وتهيأ المطاعم، فإذا ارتفع ذلك على مراده عاد إلى خلقه الأول.
مستأسد إذ بأنه في غيطل * (يقلن للرائد أعشبت انزل) في سورة المعارج عند قوله تعالى (تدعو من أدبر وتولى) أي تقول لهم بلسان فصيح: إلى إلى يا كافر يا منافق ثم تلتقطهم التقاط الحب. المستأسد: النبات الطويل الغليظ، يقال استأسد الردع: إذا قوى. والذبان جمع الذباب. ويقال للأصوات المختلفة غيطلة، والكلأ إذا التف وكثر وأزهر كثر ذبانه وصوتن يقلن للرائد: أي الذي يتقدم القوم الطلب الماء والكلأ: أعشبت انزل: أي أصبت مناك فاقنع ولا تتجاوز. يقال أعشب الرجل:
إذا وجد عشبا، وفى معناه:
وإذا وصلت إلى السلامة * في مداك فلا تجاوز وكائن تخطت ناقتي من مفازة * (ومن نائم عن ليلها متزمل) هو لذي الرمة. في سورة المزمل عند قوله تعالى (يا أيها المزمل) كائن معناها كما الخبرية، والأكثر أن تستعمل مع من، ويقال كاين بتخفيف الياء والمتزمل المتلفف في قطيفته وثيابه للاستثقال في النوم كما يفعله من لا يهمه آمر ولا يعنيه شئ، ويريد بذلك الكسلان المتناعس الذي لا ينهض إلى معاظم الأمور، وتقديره: كائن من مفازة

(1) قوله (البيت لجرير، إلى قوله: والمخاطب هو الأخطل) كذا وقعت هذه العبارة في غير محلها، وحقها أن تقدم عند الكلام على البيت السابق وهو قوله: ما زلت تحسب الخ. وقوله (والبيت لجرير والمخاطب هو الأخطل) ينافي قول الزمخشري: ومنه أخذ الأخطل كتبه مصححه.
(٥٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 511 ... » »»
الفهرست