التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١١
ان فعلتم ذلك غفرنا لكم خطاياكم. وقوله (سنزيد المحسنين) معناه سنزيد المحسنين منكم نعما وفضلا في الدنيا والآخرة، ولا نقتصر لهم على نعم هذه القرية.
ورفع حطة على تقدير مسألتنا حطة ومطلوبنا حطة. وان نصب جاز بمعنى حط عنا حطة. وقوله سجدا نصب على الحال من دخول الباب. وقال أبو علي ليس بحال لدخول الباب، لأنهم بدلوا في حياة موسى.
قوله تعالى:
فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون (161) آية اخبر الله تعالى عن هؤلاء الذين أمرهم بدخول القرية متواضعين، وان يقولوا حطة لذنوبنا، انهم بدلوا قولا غير الذي قيل لهم.
والتبديل تغيير الشئ برفعه إلى بدل، فقال الحسن قالوا حنطة بدل حطة.
وقال قوم: قالوا قولا ينافي الاستغفار ويخالف التوبة. وقالوا ما يدل على الاصرار.
وأخبر تعالى انه ارسل عليهم عند ذلك رجزا وهو العذاب والعقوبة جزاء بما كانوا يفعلونه من معاصي الله تعالى ويظلمون بها أنفسهم.
واصل الرجز الميل عن الحق فمنه الرجازة وما يعدل به الحمل إذا مال عن خفة والرجز عبادة الوثن. والناقة الرجزاء التي تميل في أحد شقيها لداء يعرض لها في عجزها قوله تعالى:
وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون (162) آية.
(١١)
مفاتيح البحث: العذاب، العذب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست