التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٦
ما بال عيني كالشعيب العين (1) فينبغي ان يحمل بيئس على الوهم عمن رواه عن عاصم والأعمش بالكسر وقد أنشد بعضهم:
كلاهما كان رئيسا بيئسا * يضرب في يوم الهياج القونسا (2) أعلى كل شئ قونسه بكسر العين. فمن كسر العين حمله على هذه اللغة.
أخبر الله تعالى أنه لما ترك أهل هذه القرية الرجوع عن ارتكاب المعصية بصيد السمك يوم السبت بعد أن ذكرهم الواعظون ذلك ولم ينتهوا عن ذلك أنه أنجى الناهين عن ذلك وأخذ الذين ظلموا أنفسهم بعذاب شديد جزاء بما كانوا يفسقون ويخرجون عن طاعة الله إلى معصيته.
وروي عن عطا أن رجلا دخل على ابن عباس وبين يديه المصحف وهو يبكى وقد أتى على هذه الآية إلى آخرها، فقال ابن عباس قد علمت أن الله أهلك الذين أخذوا الحيتان وأنجى الذين نهوهم، ولا أدري ما صنع بالذين لم ينهوهم ولم يواقعوا المعصية وهي حالنا.
و " نسوا " في الآية معناه تركوا ويحتمل أن يكون تركهم القبول في منزلة من نسئ، ولا يجوز أن يكون المراد النسيان الذي هو السهو، لأنه ليس من فعلهم فلا يذمون عليه.
وقال الجبائي العذاب الشديد لحقهم قبل ان يمسخوا قردة خاسئين.
قوله تعالى:
فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين (165) آية

(1) وقيل قائله الطرماح. اللسان (عين) (2) قائله امرئ القيس بن عابس الكندي. تفسير ابن حيان 4 / 143 وتفسير الطبري 13 / 200
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست