التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ١٠
وبنى الفعل للمفعول أشبه بما قبله، لان قبله وإذ قيل.
ومن قرأ بالنون فلقوله " سنزيد المحسنين " وخطايا جمع خطيئة جمع تكسير (وخطياتكم) مسكنا لأنه يكثر فيه السكون وسميت القرية قرية لأن الماء يقري إليها يقال قريت الماء في الحوض أقريه قريا إذا جمعته. ويجوز أن يكون مشتقا من اجتماع الناس إليها.
وقد مضى تفسير مثل هذه الآية في سورة البقرة (1) فلا معنى لإعادته.
وإنما نذكر جمل ذلك فنقول:
هذا خطاب من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله يقول اذكر يا محمد إذ قيل لبني إسرائيل اسكنوا هذه القرية وهي بيت المقدس على قول الجبائي وغيره من المفسرين وقال الحسين هي ارض الشام. وقال قوم غير ذلك. وقد ذكرنا اختلافهم في سورة البقرة (2) لأنه كان أمرهم بدخولها واخراج من فيها من الكفار وغيرهم ووعدهم ان يوسع عليهم فيها الزرق ويبيحهم ذلك ليأكلوا من حيث شاؤوا ما يريدون من أنواع الأغذية والرزق. وقال لهم: " كلوا من حيث شئتم " على كثرة الرزق والغذاء في هذه القرية وفي كل ناحية منها.
وقوله تعالى: " وادخلوا الباب سجدا " يعني متواضعين وكانوا أمروا بأن يدخلوا بابا منه معينا في هذا الموضع كانوا فيه - في قول الجبائي - وقال ذلك قبل دخلوهم إلى بيت المقدس، قال ولم يد ان يدخلوا الباب سجدا منحنين.
قال ابن عباس كان هناك باب ضيق أمروا بان يدخلوه ركعا فدخلوه على استاههم. وقيل لهم " قولوا حطة " أي مغفرة، فقالوا حنطة. وذكرنا اختلاف الناس في ذلك.
وقوله " وقولوا حطة " معناه قولوا حط عنا ذنوبنا وهو بمنزلة الاستغفار والتوبة.
وقوله " نغفر لكم خطاياكم " جواب الامر وفيه معنى الجزاء. والتقدير انكم

(1) آية 58 المجلد 1 / 263 (2) آية 58 المجلد 1 / 263
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست