التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٩
وان كلابا هذه عشر أبطن * وأنت برئ من قبائلها العشر وقوله تعالى " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " معناه: ما أنقصونا شيئا ولكن انقصوا أنفسهم تقول العرب: ظلمت سقاك إذا سقيته قبل ان يخرج زبده، ويقال: ظلم الوادي إذا بلغ الماء منه موضعا لم يكن ناله فيما مضى، قال الفراء وأنشدني بعضهم:
يكاد يطلع ظلما ثم يمنعه * عن الشواهق فالوادي به شرق ويقال هو أظلم من حية. لأنها تأتي حجر ألم تحفره فتسكنه ويقال ما ظلمك ان تفعل كذا أي ما منعك. والأرض المظلومة التي لم ينلها المطر.
قوله تعالى:
(وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين) (160) آية بلا خلاف.
قرأ أهل المدينة وابن عامر ويعقوب (يغفر) بالياء وضمها، وفتح الفاء الباقون بالنون وكسر الفاء، وقرأ أهل المدينة ويعقوب (خطيئاتكم) على جمع السلامة ورفع التاء، وقرأ ابن عامر على التوحيد ورفع التاء، وقرأ أبو عمرو (خطاياكم) بغير همز على جمع التكسير، الباقون وهم ابن كثير وأهل الكوفة (خطيأتكم) على جمع السلامة وكسر التاء.
من قرأ " يغفر " حمله على قوله تعالى " وإذ قيل لهم " ادخلوا.. يغفر، والتي في البقرة (نغفر) بالنون، فالنون هناك أحسن لقوله " وإذ قلنا " وجاز ههنا بالنون كأنه قيل لهم ادخلوا.. نغفر. أي إن دخلتم غفرنا.
ومن قرأ تغفر بالتاء المضمومة فلانه اسند إليها خطيئاتكم وهو مؤنث فأنث
(٩)
مفاتيح البحث: مدينة الكوفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»
الفهرست