التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٨٣
البوادي في مناجعهم، لان مياه الغدر ان يبست فتفرق الحلل بعد اجتماعها فتفترق ظنونه في امر فاطمة انها اي ماء تأخذ لتعلق قلبه بها، وهي فاطمة بنت حل بن عدي.
وقول أبي عبيدة: ردفني وأردفني واحد أقوى لقوله " إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممد كم بألف من الملائكة مردفين " اي جاء من بعد استغاثتكم ربكم ف‍ " مردفين " على هذه صفة للألف الذين هم الملائكة.
ومن قرأ بفتح الدال فمعناه اردفوا الناس أي أنزلوا بعدهم، فيجوز على هذا أن يكون حالا من الضمير المنصوب في " ممدكم " مردفين بألف من الملائكة، والعامل في (إذ) يحتمل شيئين: أحدهما - ويبطل الباطل (إذا) والثاني - بتقدير اذكروا (إذ) فعلى الوجه الأول يكون متصلا بما قبله وعلى الثاني يكون مستأنفا.
والاستغاثة طلب المعونة وهو سد الخلة في وقت شدة الحاجة. وقيل: في معنى " تستغيثون ربكم " تستجيرون به من عدوكم والاستجابة موافقة المسألة بالعطية، وأصله طلب الموافقة بالإرادة وليس في الإجابة معنى الطلب من هذه الجهة.
وقيل في معنى " مردفين " ثلاثة أقوال:
قال ابن عباس: مع كل ملك ملك ردفا له، وقال الجبائي: هم ألفان لان مع كل واحد واحد ردفا له.
والثاني - قال السدي وقتادة: إن معناه متتابعين:
والثالث - قال مجاهد ممدين بالارداف وامداد المسلمين بهم. ويقال هذه دابة لا ترادف. ولا يقال تردف، ويقال: أردفت الرجل إذا جئت بعده. وكان يجوز أن يقرأ بتشديد الدال وفتح الراء وضمها - لان الأصل مرتدفين، وقرئ في الشواذ - بضمها - فمن فتح الراء نقل فتحة التاء إليها، ومن كسرها فلاجتماع الساكنين ومن ضمها فللاتباع.
أخبر الله تعالى عن حال أهل بدر انهم لقلة عددهم استغاثوا بالله والتجأوا إليه فأمدهم الله بألف من الملائكة مردفين، رحمة لهم ورأفه بهم، وهو قول ابن عباس،
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»
الفهرست