التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٨٧
الذي لا يثبت عليه القدم.
والثاني - الصبر الذي أفرغه عليهم عند ذلك حتى ثبتوا لعدوهم - في قول أبي عبيدة والزجاج -. و " إذ " في موضع نصب على معنى وما جعله الله إلا بشرى في ذلك الوقت، ويجوز على تقدير إذكروا " إذ يغشاكم ".
قوله تعالى:
إذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان (12) آية معنى الآية اذكروا " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم " يعني بالمعونة والنصرة، كما يقال: فلان مع فلان بمعني ان معونته معه. وذكر الفراء قال:
كان الملك يأتي الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فيقول سمعت المشركين يقولون، والله لئن حملوا علينا لنكشفن، فيحدث المسلمون بعضهم فيقوي أنفسهم بذلك و " الايحاء " إلقاء المعنى إلى النفس من وجه يخفى، وقد يكون ذلك بنصب دليل يخفى إلا على من ألقي إليه من الملائكة.
وقوله " فثبتوا الذين آمنوا " قيل في معناه قولان: أحدهما - احضروا معهم الحرب. والثاني - قال الحسن: قاتلوا معهم يوم بدر. وقال قوم: معنى ذلك الاخبار بأنه لا بأس عليهم من عدوهم.
وقوله " سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب " اخبار من الله تعالى انه يلقي في قلوب الكفار الرعب، وهو الخوف. تقول: رعبته أرعبه رعبا ورعبانا، فانا راعب، وذاك مرعوب. و " الرعب " انزعاج النفس بتوقع المكروه. واصل الرعب التقطيع من قولهم رعبت السنام ترعيبا: إذا قطعته مستطيلا. والرعب يقطع حال
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست