التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٨٨
السرور بضده من انزعاج النفس بتوقع المكروه. وجارية رعبوبة إذا كانت شطنة مشبهة بقطعة من السنام. ورعب السيل فهو راعب: إذا امتلأ منه الوادي، لأنه انقطع إليه من كل جهة. والرعيب من الرجال النصير. قال الراجز:
ولا أجيب الرعب ان دعيت (1) وقوله " فاضربوا فوق الأعناق " قيل في معناه ثلاثة أقوال:
أحدها - اضربوا الأعناق - ذهب إليه عطية - وقال غيره اضربوا على الأعناق.
وقال قوم اضربوا فوق جلدة الأعناق.
وقوله " واضربوا منهم كل بنان " قال ابن جريج والضحاك والسدي:
أراد بنان الأطراف من اليدين والرجلين والواحد بنانة. ويقال: للإصبع بنانة.
واصله اللزوم من قولهم: أبنت السحابة إبنانا إذا لزمت. وأبن بالمكان إذا لزمه فسمي البنان بنانا، لأنه يلزم به ما يقبض عليه، قال الشاعر:
ألا ليتني قطعت مني بنانة * ولاقيته في البيت يقظان حاذرا (2) وقال الفراء: أعلمهم مواضع الضرب، فقال: اضربوا الرؤوس والأيدي والأرجل.
وقال الزجاج: أباح الله قتلهم بكل نوع يكون في الحرب. و " إذ " في موضع نصب على قوله " وليربط.. إذ يوحي " ويجوز على تقدير واذكروا.
قوله تعالى:
ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب (13) آية.
أخبر الله تعالى أنه فعل بهؤلاء الكفار، ما فعل وامر بقتلهم وضرب أعناقهم

(١) قائله رؤبة. اللسان (رعب) ويروى (إن رقبت) (٢) قائله عباس بن مرداس اللسان والتاج (بنن) ومجاز القرآن 1 / 242
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست