التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٥ - الصفحة ٨١
ومثله شاك في قوله الشاعر:
فيوهموني انني هوذاكم * شاك سلاحي في الحوادث معلم وقال الضحاك، وغيره: كرهوا القتال وأعجبهم أن يأخذوا العير.
وقوله " ويريد الله ان يحق الحق " معناه إن الله يريد أن يظهر محمد صلى الله عليه وآله ومن معه على الحق " ويبطل الباطل " اي يبطل ما جاء به المشركون.
وقيل: هذه الآية نزلت قبل قوله " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق " وهي في القراءة بعدها - ذكره البلخي والحسن - وفي الآية دلالة على أن الله لا يريد الباطل ولا يريد ابطال الحق بخلاف ما يقول المجبرة من أن كل ما في الأرض من باطل وسفه وفسق فان الله يريده لان ذلك خلاف الآية.
وقوله " ويقطع دابر الكافرين " معناه يريد الله ان يجتث الجاحدين من أصلهم والدابر المأخر، وقطعه الاتيان على جميعهم - وهو قول ابن زيد وغيره - وقال قوم: الحق في هذا الموضع القرآن. والباطل إبليس. وقيل الحق الاسلام، والباطل الشرك.
وقال ابن عباس: كان عدة أهل بدر مع النبي صلى الله عليه وآله ثلاثمائة وثلاث عشر رجلا وروي ان النبي صلى الله عليه وآله لما بلغه خروج قريش لحماية العير شاور أصحابه، فقال قوم:
خرجنا غير مستعدين للقتال. وقال المقداد: امض لما امرك الله به، فوالله لو خضت بنا الجمر لتبعناك، فجزاه خيرا. وأعاد الاستشارة، فقال سعد بن معاذ (رحمه الله) يا رسول الله تريدنا؟ قال: نعم فقال سعد: إنا آمنا بك وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به حق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا البحر فخضته لنخوضنه معك، فسر رسول الله صلى الله عليه وآله بقول سعد ونشطه ذلك. ثم قال سيروا على بركة الله وأبشروا فان الله وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الان انظر إلى مصارع القوم.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست