التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٦٥
الثاني - قال البلخي: يمكن أن يكون لما رفع الله عيسى إليه قال له ذلك، فيكون المقال ماضيا.
والثالث - ذكره أيضا البلخي أن (إذ) استعملت بمعنى) إذا فيصح حينئذ أن يكون القول من الله يوم القيامة، ومثله " ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت " (1) كأنه قال إذ يفزعون، وقال " ولو ترى إذ الظالمون موقوفون " (2) كأنه قال إذا وقفوا لان هذا لم يقع بعد، وقال أبو النجم:
ثم جزاه الله عنا إذ جزا * جنات عدن في العلالي العلا (3) والمعنى إذا جزى، وقال الأسود (أعشى بني نهشل) فالان إذ هازلتهن قائما * يقلن ألا لم يذهب المرء مذهبا (4) وقال أوس:
الحافظ الناس في تحوط إذا * لم يرسلوا تحت مائذ ربعا وهبت الشامل البليل وإذ * بات كميع الفتاة ملتفعا (5) يقال (إذا) و (إذ) بمعنى واحد، وقال بعض أهل اليمن:
وندمان يزيد الكأس طيبا * سقيت إذا تغورت النجوم (6) فقال (إذا) والمعنى (إذ) لأنه إنما يخبر عما مضى. وقال أبو عبيدة (إذ) صلة. والمعنى قال الله: يا عيسى. وقد بينا فساد هذا القول فيما مضى فأما لفظ (قال) في معنى يقول فمستعمل كثيرا وإن كان مجازا، قال الله تعالى

(١) سورة ٣٤ سبأ آية ٥١ (٢) سورة ٣٤ سبأ آية ٣١ (٣) اللسان (إذ)، (طها). والأضداد لابن الأنباري: ١٠٢ وتفسير القرطبي ٦: ٣٧٥ وتفسير الطبري 11: 235.
(4) ديوان الاعشيين / 293 والأضداد لابن الأنباري 101.
(5) اللسان (إذ).
(6) اللسان (ندم). قائله البرج بن مسهر اليمني.
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست