التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٦٤
الحسن: إنما كان الوعد من الله با نزال المائدة بشرط أن يكون بتقدير اني منزلها عليكم ان تقبلتم الوعيد فيها " فمن يكفر بعد منكم.. " الآية، وهذا الشرط الذي ذكره لا دليل عليه. والمطلق لا يحمل على المقيد الا بقرينة وقال قوم: انها لو نزلت فكفروا لعذبوا وأنزل ذلك في القرآن ولو لم يكفروا لكانت المائدة قائمة للمسلمين إلى يوم القيامة. وهذا ليس بصحيح لأنه يجوز أن يكون عنى بالعذاب ما يفعله بالآخرة. ويجوز أن يكون عنى عذاب الدنيا ولم يذكره، لأنه ليس بواجب أن يكون كل من اختصه بضرب من العذاب لابد أن يخبرنا عنه في القرآن، لأنه يكون تجويز ذلك على منازل عظيمة في الجملة أهول وأملا للصدر من ذكره بالتصريح على تفصيل أمره.
وأما بقاؤها إلى يوم القيامة فلا يلزم لان وجه السؤال أن يكون يوم نزولها عيدا لهم ولمن بعدهم ممن كان على شريعتهم.
قوله تعالى:
وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب (119) آية بلا خلاف قوله " وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات " أي اذكر ويحتمل ثلاثة أوجه:
أولها - أن يكون معطوفا على ما قبله، كأنه قال " يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم " ثم قال: وذلك؟ يقول يا عيسى اذكر نعمتي وإذ يقول له أأنت قلت للناس.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست