التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٦٩
تنقي نفسها النفوس عليها * فعلى نحرها الرقى والتميم وقال ابن الاعرابي: النفوس التي تصيب الناس بالنفس، والنفس أيضا من الدباغ مقدار الدبغة.
قوله تعالى:
ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد (120) آية بلا خلاف هذا اخبار عن عيسى (ع) أنه يقول لله تعالى لله تعالى في جواب ما قرره عليه اني لم أقل للناس الا ما أمرتني به، من الاقرار لك بالعبودية وأنك ربي وربهم وإلهي وإلههم، وأمرتهم بأن يعبدوك وحدك ولا يشركوا معك في العبادة.
وقال: اني كنت شهيدا أي شاهدا عليهم ما دمت فيهم بما شاهدته منهم وعلمته وبما بلغتهم من رسالتك التي حملتنيها وأمرتني بأدائها إليهم ما دمت حيا بينهم " فلما توفيتني " أي قبضتني إليك وأمتني " كنت أنت الرقيب عليهم " والرقيب هو الذي يشاهد القوم ويرقب ما يعملون ويعرف ذلك، ثم اعترف بأنه تعالى " على كل شئ شهيد " لأنه عالم بجميع الأشياء لا يخفى عليه خافية ولا يغيب عنه شئ فهو يشهد على العباد بكل ما يعملونه. وفي اخباره تعالى عن المسيح أنه نفى القول الذي أدعوه عليه تأكيد لتبكيت النصارى وتكذيب لهم وتوبيخ على ما ادعوه من ذلك عليه. قال الجبائي وفي الآية دلالة على أنه تعالى أمات عيسى (ع) وتوفاه عندما رفعه، لأنه بين انه كان شهيدا عليهم. وتوفيه إياه بعدان كان بينهم إنما كان عند رفعه إياه إلى السماء عندما أرادوا قتله. وعندي أن الذي ذكره لا يدل على أنه أماته، لان التوفي هو القبض إليه ولا يستفاد منه الموت الا بشاهد الحال. ولذلك قال تعالي " الله يتوفى الأنفس حين موتها
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست