التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ٣١٤
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصيكم به لعلكم تعقلون (151) آية بلا خلاف.
لما حكى الله تعالى عن هؤلاء القوم انهم حرموا ما لم يحرمه الله وأحلوا ما حرمه، قال لنبيه " قل " لهم " تعالوا " حتى أبين لكم ما حرمه الله.
و (تعالوا) معناه أدنوا، وهو مشتق من العلو، وتقديره كأن الداعي في المكان العالي، وان كانا في مستوى من الأرض كما يقال للانسان: ارتفع إلى صدر المجلس.
وقوله " أتل " مشتق من التلاوة مثل القراءة. والمتلو مثل المقروء، فالمتلوا هو المقروء الأول، والتلاوة هي الثاني منه على طريق الإعادة، وهو مثل الحكاية والمحكي. وقوله " أتل " مجزوم بأنه جواب الامر، وعلامة الجزم فيه حذف الواو، ومن شأن الجازم أن يأخذ الحركة إذا كانت على الحرف، فإن لم يكن هناك حركة أخذ نفس الحرف.
وقوله " ما حرم ربكم " (ما) في موضع نصب ب‍ (أتل) وهي بمعنى الذي، وتقديره أتل الذي حرم ربكم عليكم: ان لا تشركوا به شيئا، ويجوز أن يكون نصبا ب‍ (حرم) وتقديره أي شئ حرم ربكم، لان (أتلو) بمنزلة أقول.
وقوله " ان لا تشركوا به شيئا " يحتمل موضع (ان) ثلاثة أوجه من الاعراب:
أحدها - الرفع على تقدير ذلك ان لا تشركوا به شيئا.
والثاني - النصب على تقدير أوصى ان لا تشركوا به شيئا.
وقيل فيه وجه رابع - أن يكون نصبا ب‍ (حرم) وتكون (لا) زائدة، وتقديره حرم ربكم ان تشركوا به شيئا، كما قال " ما منعك ان لا تسجد " (1) ونظائر ذلك قد قدمنا طرفا منها. وموضع تشركوا يحتمل أمرين، أحدهما -

(1) سورة 7 الأعراف آية 11.
(٣١٤)
مفاتيح البحث: السجود (1)، الوصية (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»
الفهرست