بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٠ - الصفحة ٥٨١
يوم القيامة. ومن أمعن النظر فيما سبق من الاخبار وغيرها علم أن رد عمر على رسول صلى الله عليه وآله وسلوكه مسلك الجفاء، وخلعه جلباب الحياء لم يكن مخصوصا بما أقدم عليه في مرضه (ص)، ومنعه عن الوصية لم يكن (1) بدعا منه، بل كان ذلك عادة له، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يصفح عنه وعن غيره من المنافقين وغيرهم خوفا على الاسلام وإشفاقا من أن ينفضوا عنه لو قابلهم بمقتضى خشونتهم، وكافأهم بسوء صنيعهم (2).

(١) في (ك) نسخة: ولم يكن - بالواو -.
(٢) إن تجاسر الرجل وتعديه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه لم يكن إلا استمرارا لسوء أدبه معه صلى الله عليه وآله في موارد شتى ومواضع مختلفة في أيام حياته صلوات الله عليه وآله.
منها: ما جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم ٢ / ٢٧ بسنده عن ابن مسيب، قال خرج رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ليلا فدعاني فخرجت إليه، ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه، فانطلق حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: أطعمنا بسرا، فجاء بعذق فوضعه، فأكلوا، ثم دعا بماء فشرب، فقال: ليسألن عن هذا اليوم القيامة.
قال: وأخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر نحو وجه رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، ثم قال: يا رسول الله! إنا لمسؤولون عن هذا يوم القيامة؟!. قال: نعم...
الحديث. وذكره العسقلاني في الإصابة ٧ / 131 القسم الأول، وقال: أورده البغوي، ورواه أحمد بن حنبل في مسنده 5 / 81، وابن جرير في تفسيره 30 / 185، وعلي بن سلطان في مرقاته 4 / 397، وقال: رواه أحمد والبيهقي في شعب الايمان.
ومنها: ما رواه مسلم في صحيحه في كتاب المساجد باب وقت العشاء وتأخيرها بسنده عن أبي شهاب، عن عروة بن الزبير: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قالت: اعتم رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ليلة من الليالي بصلاة العشاء - وهي التي تدعى العتمة - فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حتى قال عمر بن الخطاب: نام النساء والصبيان. فخرج رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، فقال لأهل المسجد حين خرج عليهم.. وساق الحديث إلى أن قال: قال ابن شهاب وذكر لي: أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] قال: ما كان لكم أن تنزوا رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم على الصلاة، وذلك حين صاح عمر بن الخطاب.
وقد علق عليهما وعلى التي ظهرت منه في حال مرض النبي صلى الله عليه وآله الفيروزآبادي - رحمه الله - في السبعة من السلف: 104 - 105.
(٥٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 576 577 578 579 580 581 582 583 584 585 586 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب (16): باب آخر فيما كتب عليه السلام إلى أصحابه في ذلك تصريحا وتلويحا 7
2 باب (17): احتجاج الحسين عليه السلام على عمر وهو على المنبر 47
3 باب (18): في ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة رسول الله (ص) وغصب الخلافة وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين (ع) 53
4 باب (19): ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت 121
5 باب (20) كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم 145
6 باب (21): باب آخر، في ذكر أهل التابوت في النار 405
7 باب (22) باب تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم 411
8 الطعن الأول: عدم تولية النبي (ص) لأبي بكر شيئا من الأعمال، وعزله عن تبليغ سورة براءة 411
9 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 427
10 الطعن الثالث: ما جرى في أمر فدك 443
11 الطعن الرابع: كون بيعة أبي بكر فلتة 443
12 الطعن الخامس: ترك الخليفة لإقامة الحد 471
13 الطعن السادس: قوله: أقيلوني، إن لي شيطانا يعتريني 495
14 الطعن السابع: جهل الخليفة بكثير من أحكام الدين 506
15 خاتمة: في ذكر ولادة أبي بكر ووفاته وبعض أحواله 517
16 باب (23): تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه 529
17 الطعن الأول: قولته: إنه ليهجر 529
18 الطعن الثاني: التخلف عن جيش أسامة 582
19 الطعن الثالث: جهله بوفاة رسول الله (ص) 582
20 الطعن الرابع: تحريمه الخليفة للمتعتين 594
21 الطعن الخامس: تعطيل الحدود الشرعية 639
22 الطعن السادس: منعه للمغالاة في صداق النساء 655
23 الطعن السابع: تجسس الخليفة وتسوره الدار 661
24 الطعن الثامن: تركه الصلاة لفقد الماء 665
25 الطعن التاسع: أمره برجم الحامل 675
26 الطعن العاشر: أمره برجم المجنونة 680
27 الطعن الحادي عشر: جهله بأبسط الأمور 687
28 الطعن الثاني عشر: جهله بحرمة الحجر الأسود 688
29 الطعن الثالث عشر: موارد من جهله وهداية الغير له 691