بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٧٥
وأنتم مسلمون (1) " واعلموا أن الله بكل شئ محيط وأن الله بكل شئ عليم، أيها الناس إنه سيكون بعدي قوم يكذبون علي فلا تقبلوا منهم ذلك، وأمور يأتي (2).
من بعدي يزعم أهلها أنها عني، ومعاذ الله أن أقول على الله إلا حقا، فما أمرتكم إلا بما أمرني به، ولا دعوتكم إلا إليه، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
قال: فقام إليه عبادة بن الصامت فقال: متى ذلك يا رسول الله؟ ومن هؤلاء؟ عرفناهم لنحذرهم، فقال: أقوام قد استعدوا للخلافة من يومهم هذا، وسيظهرون لكم إذا بلغت النفس معني هاهنا، وأومأ بيده إلى حلقه، فقال له عبادة بن الصامت: إذا كان كذلك فإلى من يا رسول الله؟ قال: فإذا كان ذلك فعليكم بالسمع والطاعة للسابقين من عترتي، فإنهم يصدونكم عن البغي (3)، ويهدونكم إلى الرشد، ويدعونكم إلى الحق، فيحيون كتابي (4) وسنتي وحديثي، ويموتون البدع، ويقمعون بالحق أهلها (5)، ويزولون مع الحق حيث ما زال (6)، فلن يخيل إلي أنكم تعملون، ولكني محتج عليكم، إذا أنا أعلمتكم ذلك فقد أعلمتكم (7)، أيها الناس إن الله تبارك وتعالى خلقني وأهل بيتي من طينة لم يخلق منها أحدا غيرنا (8)، فكنا أول من ابتدأ من خلقه، فلما خلقنا فتق بنورنا كل ظلمة، و أحيى بنا كل طينة طيبة، وأمات بنا كل طينة خبيثة، ثم قال: هؤلاء خيار خلقي، و حملة عرشي، وخزان علمي، وسادة أهل السماء والأرض، هؤلاء الأبرار المهتدون، المهتدى بهم، من جاءني بطاعتهم وولايتهم أولجته جنتي وكرامتي، ومن جاءني بعداوتهم والبراءة منهم أولجته ناري، وضاعفت عليه عذابي، وذلك جزاء الضالمين، ثم قال: نحن أهل

(١) آل عمران: ١٠٢.
(2) في المصدر: فيقبل منهم ذلك، وأمور تأتى.
(3) في المصدر: يصدونكم عن الغى.
(4) في المصدر: كتاب ربي.
(5) في المصدر: فيقيمون بالحق أهلها.
(6) أي يذهبون ويتحولون مع الحق حيثما ذهب وتحول. قوله: فلن يخيل أي لن أتوهم ذلك ولن يشتبه ذلك على.
(7) أي فقد أعلمتكم بحقيقة الامر وبواقعه.
(8) في المصدر: غيرنا وموالينا.
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402