بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ٣٨٠
مكة شرفها الله، وقيل: نسبه وعشيرته، والصدع: الشق، والعترة: أخص من الأسرة، والأسرة: الرهط الأدنون، وقيل: أراد بالشجر في الموضعين إبراهيم عليه السلام وقيل: أراد هاشما، بقرينة قوله: نبتت في حرم، أي مكة، كذا قيل والأظهر أن تحمل الشجرة ثانيا على نفسه وأهل بيته، كما ورد في أخبار كثيرة في تفسير الشجرة الطيبة، والمراد بالفروع الأئمة، وطولها كناية عن بلوغهم في الشرف والفضل الغاية البعيدة، والمراد بالثمر علومهم ومعارفهم، وعدم النيل لغموض أسرارها بحيث لا تصل العقول إليها، والزند:
العود الذي يقدح به النار، والقصد: الوسط والاعتدال في الأمور من غير إفراط وتفريط، والفصل: الفاصل بين الحق والباطل، والهفوة: الزلة، والغباوة: الجهل وقلة الفطنة.
92 - نهج البلاغة: مستقره خير مستقر، ومنبته أشرف منبت، في معادن الكرامة، ومماهد السلامة، قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار، وثنيت إليه أزمة الابصار، دفن به الضغائن، وأطفأ به النوائر (1)، ألف به إخوانا، وفرق به أقرانا (2)، أعز به الذلة، وأذل به العزة، كلامه بيان، وصمته لسان (3).
بيان: يحتمل زائدا على ما تقدم أن يكون المراد بالمستقر المدينة، وبالمنبت مكة زادهما الله تعالى شرفا، قوله عليه السلام: ومماهد السلامة، قال ابن الميثم: المهاد: الفراش، ولما قال: " في معادن " وهي جمع معدن قال: بحكم القرينة والازدواج: " ومماهد " وإن لم يكن الواحد منها ممهدا، كما قالوا: الغدايا والعشايا ومأجورات ومأزورات ونحو ذلك، ويعني السلامة هاهنا البراءة من العيوب، أي في نسب طاهر غير مأبون ولا معيب، ويحتمل أن يراد بمعادن الكرامة ومماهد السلامة مكة والمدينة، فإنهما محل العبادة والسلامة من عذابه، والفوز بكرامته، ويحتمل أن يراد بمماهد السلامة ما نشأ عليه من مكارم الأخلاق الممهدة للسلامة من سخط الله، قوله: وثنيت، أي عطفت وصرفت، قوله: دفن به، أي أخفى وأذهب، والضغائن جمع ضغينة، وهي الحقد، والنوائر جمع نائرة، وهي العداوة،

(١) في المصدر: الثائرة، وهي الغضب والضجة والشغب، ولعله مصحف.
(٢) أي فرق به جماعة كانوا أقرانا والافا على الشرك.
(٣) نهج البلاغة ١: ٢٠٣ و 204.
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402