بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٦ - الصفحة ١٥٢
أعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة.
قال: وسألته (1) عن مجلسه، فقال: كان صلى الله عليه وآله لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر (2)، ولا يوطن الأماكن (3) وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا (4) أكرم عليه منه، من جالسه صابره (5) حتى يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها (6) أو بميسور من القول، قد وسع الناس منه خلقه، وصار لهم أبا (7)، وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن (8) فيه الحرم، ولا تنثى فلتأته، متعادلين (9) متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب (10).
فقلت: فكيف كانت سيرته في جلسائه؟ فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب: ليس بفظ ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي،

(1) في المصادر: فسألته.
(2) في المصادر: ذكر الله جل اسمه.
(3) أي لا يتخذ لنفسه مجلسا يعرف به.
(4) في العيون، كل واحد من جلسائه نصيبه حتى لا يحسب أحد. وفي المكارم: كل (من خ ل) جلسائه نصيبه حتى لا يحسب جليسه أن أحدا.
(5) في العيون: من جالسه أو نادمه لحاجة صابره. ومثله في المكارم الا أن فيه: قاومه.
والمعنى: قام معه، ومعنى نادمه جالسه.
(6) في العيون والمكارم: لم يرده الا بها.
(7) في المكارم: قد وسع الناس منه بسطه وخلقه (بسطة وخلقا)، فكان (وكان) لهم أبا. و في العيون: فصار لهم أبا رحيما.
(8) في المكارم: توهن خ ل.
(9) في المكارم: متعادلون متفاضلون فيه بالتقوى متواضعون، يوقرون فيه الكبير، ويرحمون فيه الصغير أقول: قوله: فيه أي في مجلسه صلى الله عليه وآله.
(10) في المكارم: ويحفظون، أو قال: يحوطون (يحيطون خ ل) الغريب. (شك أبو غسان).
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 باب 5 تزوجه صلى الله عليه وآله بخديجة رضي الله عنها وفضائلها وبعض أحوالها، وفيه 20 حديثا. 1
3 باب 6 أسمائه صلى الله عليه وآله وعللها، ومعنى كونه صلى الله عليه وآله أميا وأنه كان عالما بكل لسان، وذكر خواتيمه ونقوشها وأثوابه وسلاحه، ودوابه وغيرها مما يتعلق به صلى الله عليه وآله، وفيه 75 حديثا. 82
4 باب 7 نادر في معنى كونه صلى الله عليه وآله يتيما وضالا وعائلا، ومعنى انشراح صدره، وعلة يتمه، والعلة التي من أجلها لم يبق له صلى الله عليه وآله ولد ذكر، وفيه 10 أحاديث. 136
5 باب 8 أوصافه صلى الله عليه وآله في خلقته وشمائله وخاتم النبوة، وفيه 33 حديثا 144
6 باب 9 مكارم أخلاقه وسيره وسننه صلى الله عليه وآله وما أدبه الله تعالى به، وفيه 162 حديثا. 194
7 باب 10 نادر فيه ذكر مزاحه وضحكه صلى الله عليه وآله وهو من الباب الأول، وفيه 4 أحاديث. 294
8 باب 11 فضائله وخصائصه صلى الله عليه وآله وما امتن الله به على عباده، وفيه 96 حديثا. 299
9 باب 12 نادر في اللطائف في فضل نبينا صلى الله عليه وآله في الفضائل والمعجزات على الأنبياء عليهم السلام، وفيه حديثان. 402