بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٩
ولا مريضا لمرضه، وليعلموا أنه يسقم من يشاء، ويشفي من يشاء متى شاء كيف شاء بأي سبب شاء، (1) ويجعل ذلك عبرة لمن شاء، وشقاوة لمن شاء، وسعادة لمن شاء، وهو عز وجل في جميع ذلك عدل في قضائه وحكيم في أفعاله، لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم، ولا قوة لهم إلا به. (2) بيان: هذا الخبر أوفق بأصول متكلمي الإمامية من كونهم عليه السلام منزهين عما يوجب تنفر الطباع عنهم، فيكون الاخبار الاخر محمولة على التقية، موافقة للعامة فيما رووه، لكن إقامة الدليل على نفي ذلك عنهم مطلقا ولو بعد ثبوت نبوتهم وحجيتهم لا يخلو من إشكال، مع أن الأخبار الدالة على ثبوتها أكثر وأصح (3) وبالجملة للتوقف فيه مجال.
قال السيد المرتضى قدس الله روحه في كتاب تنزيه الأنبياء: فان قيل: أفتصححون ما روي من أن الجذام أصابه حتى تساقطت أعضاؤه؟ قلنا: أما العلل المستقذرة التي تنفر من رآها وتوحشه كالبرص والجذام فلا يجوز شئ منها على الأنبياء عليهم السلام لما تقدم ذكره، لان النفور ليس بواقف على الأمور القبيحة، بل قد يكون من الحسن والقبيح معا، وليس ينكر أن يكون أمراض أيوب عليه السلام وأوجاعه ومحنته في جسمه ثم في أهله وماله بلغت مبلغا عظيما تزيد في الغم والألم على ما ينال المجذوم، وليس ينكر تزايد الألم فيه، وإنما ينكر ما اقتضى التنفير. (4) 14 - عيون أخبار الرضا (ع): بالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: أخذ الناس ثلاثة من ثلاثة: أخذوا الصبر عن أيوب، والشكر عن نوح، والحسد عن بني يعقوب. (5)

(١) في نسخة: بأي شئ شاء.
(٢) الخصال ج ٢: ٣٤. م (٣) لكنها موافقة للعامة.
(٤) تنزيه الأنبياء: ٦٣. م (5) العيون: 209 وفيه: من بنى يعقوب. م
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست