بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٢ - الصفحة ٣٤٥
لنعمة أنعم الله بها عليه فأدى شكرها، وكان إبليس في ذلك الزمان لا يحجب دون العرش فلما سعد عمل أيوب بأداء شكر النعمة حسده إبليس فقال: يا رب إن أيوب لم يؤد شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا، فلو حلت بينه وبين دنياه ما أدى إليك شكر نعمة، فسلطني على دنياه تعلم أنه لا يؤدي شكر نعمة، فقال: قد سلطتك على دنياه فلم يدع له دنيا ولا ولدا إلا أهلك كل ذلك وهو يحمد الله عز وجل، ثم رجع إليه فقال: يا رب إن أيوب يعلم أنك سترد إليه دنياه التي أخذتها منه، فسلطني على بدنه حتى تعلم أنه لا يؤدي شكر نعمة، (1) قال عز وجل: قد سلطتك على بدنه ما عدا عينيه (2) وقلبه ولسانه و سمعه، فقال أبو بصير: قال أبو عبد الله عليه السلام: فانقض مبادرا خشية آن تدركه رحمة الله عز وجل فيحول بينه وبينه فنفخ في منخريه من نار السموم فصار جسده نقطا نقطا. (3) بيان: انقض الطائر: هوى ليقع.
5 - علل الشرائع: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن يحيى البصري، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا الحسن الماضي عليه السلام عن بلية أيوب التي ابتلي بها في الدنيا لأية علة كانت؟ قال: لنعمة أنعم الله عليه بها في الدنيا فأدى شكرها، وكان في ذلك الزمان لا يحجب إبليس دون العرش فلما صعد أداء شكر نعمة أيوب حسده إبليس فقال: يا رب إن أيوب لم يؤد إليك شكر هذه النعمة إلا بما أعطيته من الدنيا، ولو حرمته دنياه ما أدى إليك شكر نعمة أبدا، قال: فقيل له: إني قد سلطتك على ماله وولده، قال: فانحدر إبليس فلم يبق له مالا ولا ولدا إلا أعطبه، فلما رأى إبليس أنه لا يصل إلى شئ من أمره قال: يا رب إن أيوب يعلم أنك سترد عليه دنياه التي أخذتها منه فسلطني على بدنه، قال: فقيل له: إني قد سلطتك على بدنه ما خلا قلبه ولسانه و عينيه وسمعه، قال: فانحدر إبليس متعجلا مخافة أن تدركه رحمة الرب عز وجل فتحول بينه وبين أيوب، فلما اشتد به البلاء وكان في آخر بليه جاءه أصحابه فقالوا له: يا أيوب

(1) في نسخة: لا يؤدى شكر نعمته.
(2) " ": ما عدا عينه.
(3) علل الشرائع: 36 - 37. م
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست