شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٩٣
قال: قلت: لا، بل خاطبه في شيء فقال: أظنك سكران فقال أبي: اللهم إن كنت تعلم أني أمسيت لك صائما فأذقه طعم الحرب وذل الأسر، فوالله إن ذهبت الأيام حتى حرب ما له وما كان له ثم اخذ أسيرا وهو ذا قد مات - لا رحمه الله - وقد أدال الله عز وجل منه وما زال يديل أولياءه من أعدائه.
* الشرح:
قوله (فأذقه طعم الحرب (1) وذل الأسر) الحرب بالتحريك نهب مال الإنسان، وتركه لا شيء له

1 - قوله «فأذقه طعم الحرب» إن كان في الخبر شيء ينكر فالعهدة فيه على معلى بن محمد فقد قال النجاشي أنه مضطرب الحديث والمذهب، قال المجلسي - رحمه الله - ضعيف على المشهور وأقول فيه من الضعف رواية محمد بن سنان عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) وأخباره بموت عمر بن فرج مع أن محمد بن سنان مات سنة عشرين ومائتين تلك السنة التي قبض فيها الإمام أبو جعفر الثاني (عليه السلام). ولم يدرك موت عمر بن فرج الرخجي ولا الإمام أبا الحسن الثالث زمان إمامته، وقد كان عمر في خلافة المتوكل حيا أعني بعد سنة اثنتين وثلاثين، وفي سنة خمس وثلاثين واليا على مكة والمدينة إذ خرج في تلك السنة علي بن عبد الله الجعفري من ولد جعفر الطيار من المدينة إلى المتوكل على ما في الأغاني وقال أبو الفرج أيضا في مقاتل الطالبين - وليس هو ممن يجازف في القول -: استعمل المتوكل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخجي فمنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس ومنع الناس من برهم. انتهى.
وظهر منه ضعف آخر في الخبر إذ زعم راويه أن ولاية عمر بن الفرج على المدينة كانت حين ما كان أبو جعفر (عليه السلام) حيا أعني قبل خلافة المتوكل أكثر من اثنتي عشرة سنة قال المسعودي في مروج الذهب - وهو ممن لا يجازف -: في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين سخط المتوكل على عمر بن الفرج الرخجي وكان من علية الكتاب وأخذ منه مالا وجوهرا نحو مائة ألف وعشرين ألف دينار وأخذ من أخيه نحوا من مائة ألف وخمسين ألف دينار ثم صولح محمد على أحد وعشرين ألف ألف درهم على أن يرد عليه ضياعه ثم غضب عليه غضبة ثانية وأمر أن يصفع في كل يوم فأحصى ما صفع فكان ستة آلاف صفعة وألبسه جبة صوف ثم رضى عنه وسخط عليه ثالثه واحدر إلى بغداد وأقام بها حتى مات انتهى، وليس فيها مصادرة مال، وبالجملة فمعلى بن محمد كان متأخرا زمانا عن هذه الوقائع وسمع اسم عمر بن الفرج وولايته على المدينة وسمع غضب المتوكل عليه ومصادرة أمواله وسمع اسم محمد بن سنان واختلط في ذهنه ولم يعلم تاريخ هذه الأمور واضطرب حديثه لذلك. وقال اليعقوبي: وسخط يعني المتوكل على عمر بن الفرج الرخجي وعلى أخيه محمد وكان محمد بن الفرج عامل مصر إذ ذاك فوجه كتابا في حمله وقبضت أموالهما وكان ذلك في سنة 233 وكان عمر محبوسا بسر من رأى فأقاما سنتين انتهى، وكان محمد بن الفرج أخا عمر بن الفرج من رجال الشيعة وله خبر يأتي إن شاء الله. (ش).
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417