شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٩٨
قوله (ثم قال لي: ما فعل جعفر) هو جعفر بن المعتصم أخو الواثق، والناس جعلوه خليفة بعد الواثق، ولقبوه بالمتوكل على الله، وتركوا محمد بن الواثق لصغر سنه، وقالوا لا نجعل من لا يمكن الصلاة خلفه بعد خليفة.
قوله (ما فعل ابن الزيات) هو محمد بن عبد الملك الزيات كان وزير الواثق ووزير أبيه المعتصم، وصاحب تدبير في ملكهما.
قوله (أما أنه شؤم عليه) ضمير أنه راجع إلى جعفر، وضمير عليه إلى ابن الزيات، ووجه ذلك أنه قتله ولا شؤم أعظم من ذلك، ولقتله أسباب: منها أن ابن الزيات أراد أن يجعل محمد بن الواثق بعد أبيه خليفة ولم يوافقه سائر الأمراء، ورضوا بخلافة جعفر فانتقم منه جعفر بعد الاستقلال.
* الأصل:
2 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن محمد بن يحيى، عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك، حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع، خان الصعاليك؟ فقال: ههنا أنت يا ابن سعيد؟ ثم أومأ بيده وقال: انظر، فنظرت، فإذا أنا بروضات آنقات وروضات باسرات، فيهن خيرات عطرات وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وأنهار تفور، فحار بصري وحسرت عيني، فقال: حيث كنا فهذا لنا عتيد، لسنا في خان الصعاليك.
* الشرح:
قوله (قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام)) يعني في سر من رأى وذلك أن يحيى بن هرثمة (1) حين أنهض (عليه السلام) من المدينة إلى سر من رأى أنزله بأمر المتوكل في خان الصعاليك فدخل عليه صالح بن سعيد وقال ما قال تأسفا وتحسرا من فوات تعظيمه الواجب وتكريمه اللازم على جميع

1 - قوله «وذلك أن يحيى بن هرثمة» حديث الخرايج يدل على أن يحيى استبصر في الطريق وقال بالولاية وصار من شيعة أبي الحسن (عليه السلام) وخدمه إلى أن مضى (عليه السلام) وأورد المسعودي في مروج الذهب خلال ذكر أيام المعتز قصة يحيى معه (عليه السلام) وفي الروايتين اختلاف في الجملة مع اتفاقهما على اعتراف يحيى بشأنه ومنقبته وعلى ثناء الناس عليه حتى أصحاب الحكومة، قال يحيى على ما في مروج الذهب: لما قدمت مدينة السلام بدأت بإسحاق بن إبراهيم الطاهري وكان على بغداد فقال لي: يا يحيى إن هذا الرجل قد ولده رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمتوكل من تعلم، وإن حرضته على قتله كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خصمك فقلت: والله ما وقفت له إلا على كل أمر جميل فصرت إلى سامرا فبدأت بوصيف التركي وكنت من أصحابه فقال: والله لئن سقطت من رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بها غيري فعجبت من قولهما وعرفت المتوكل ما وقفت عليه وما سمعته من الثناء عليه فأحسن جائزته وأظهر بره وتكرمته ولولا خوف الإطالة أوردت الروايتين جميعا. (ش).
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417