شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٧ - الصفحة ٢٩٢
* الأصل:
8 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن دعبل بن علي أنه دخل على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وأمر له بشيء فأخذه ولم يحمد الله، قال: فقال له: لم لم تحمد الله؟ قال: ثم دخلت بعد على أبي جعفر (عليه السلام) وأمر لي بشيء فقلت: الحمد لله، فقال لي: تأدبت.
* شرح:
قوله (تأدبت) (1) أشار به إلى تأديب الرضا (عليه السلام) إياه، يقال أدبه تأديبا فتأدب أي عرف الأدب واتصف به، والأدب كل ما فيه خير ومنافع.
* الأصل:
9 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن محمد بن سنان قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقال: يا محمد حدث بآل فرج حدث؟ فقلت: مات عمر فقال: الحمد لله، حتى أحصيت له أربعا وعشرين مرة، فقلت: يا سيدي لو علمت أن هذا يسرك لجئت حافيا أعدو إليك، قال: يا محمد أو لا تدري ما قال - لعنه الله - لمحمد بن علي أبي (2).

١ - قوله «تأدبت» ما تضمنه الخبر إشارة إلى قصة دعبل وقصيدته المشهورة وصلة الرضا (عليه السلام) وعن الأغاني أنه قصد علي بن موسى الرضا عليهما السلام بخراسان فأعطاه عشرة آلاف درهم من الدراهم المضروبة بإسمه وخلع عليه خلعة من ثيابه فأعطاه بها أهل قم ثلاثين ألف درهم فلم يبعها فقطعوا عليه الطريق فاخذوها فقال لهم: إنها تراد لله تعالى وهي محرمة عليكم فحلف أن لا يبيعها أو يعطونه بعضها فيكون في كفنه فأعطوه قرب كم كان في أكفانه وكتب قصيدته «مدارس آيات» فيما يقال على ثوب وأحرم فيه وأمر بأن يكون في كفنه.
انتهى، ومن المعجزات التي لا سبيل إلى الارتياب فيها بيتان من هذه القصيدة ألحقهما الرضا (عليه السلام):
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * الحت على الأحشاء بالزفرات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الغم والكربات ولا يعقل للقبر مصيبة إلا هتك حرمته وقتل زواره وقد تكرر ذلك على ما ذكره المؤرخون واتفق في عصرنا مرتين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وفي كتيبه على مقتل الجماعة سورة البروج وكأنها جرت على يد كاتبها من غير قصد هذه الآيات (قتل أصحاب الأخدود * النار ذات الوقود * إذ هم عليها قعود * وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود) إشارة إلى جماعة من مؤمنين النصارى كان يفتنهم الكفار ويلقونهم في النار إن لم يرجعوا عن دينهم. والله يحكم لا معقب لحكمه. (ش).
٢ - قوله «لمحمد بن على أبي» إن صح هذا الخبر كان قول عمر للإمام الجواد قبل أن ينال عملا يعتد به في دولة بني العباس فإن أول ما ظهر أمره كان في خلافة الواثق بعد قبض مولانا الجواد (عليه السلام) بسنين وفوض الواثق إلى عمر ديوان الضياع وغلب عليه في الأمور وكان عمر أذل وأهون من أن يجترى على مخاطبة الإمام (عليه السلام) بهذا الكلام المنكر إذ كان له (عليه السلام) موقع في القلوب عظيم مع كونه ختن الخليفة وشأنه في الدولة وعظمته في أنظار أصحاب الحكومة وسعة ذات يده وكثرة عطاياه وحشمه فقد كان عطاؤه أكثر من ألف ألف درهم غير ما يصل إليه من شيعته من الخمس، وهذا هو الذي دعاني إلى النظر في الخبر وتحقيق وجه الضعف فيه. (ش).
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب 3
2 باب ما أمر النبي (صلى الله عليه وآله) بالنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم ومن هم؟ 14
3 باب ما يجب من حق الإمام على الرعية وحق الرعية على الإمام 22
4 باب أن الأرض كلها للامام (عليه السلام) 34
5 باب سيرة الإمام في نفسه وفي المطعم والملبس إذا ولي الأمر 43
6 باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 51
7 باب فيه نتف وجوامع من الرواية في الولاية 128
8 باب في معرفتهم أولياءهم والتفويض إليهم 137
9 باب النهي عن الإشراف على قبر النبي (صلى الله عليه وآله) 194
10 باب مولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه 196
11 باب مولد الزهراء فاطمة (عليها السلام) 213
12 باب مولد الحسن بن علي صلوات الله عليهما 226
13 باب مولد الحسين بن علي (عليهما السلام) 231
14 باب مولد علي بن الحسين (عليهما السلام) 236
15 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام 240
16 باب مولد أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام 245
17 باب مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام 252
18 باب مولد أبي الحسن الرضا عليه السلام 273
19 باب مولد أبي جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام 284
20 باب مولد أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام 296
21 باب مولد أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام 312
22 باب مولد الصاحب (عليه السلام) 335
23 باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم (عليهم السلام) 357
24 باب في ذا قيل في الرجل شيء فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فهو الذي قيل 383
25 باب أن الأئمة كلهم قائمون بأمر الله تعالى هادون إليه (عليهم السلام) 384
26 باب صلة الإمام (عليه السلام) 386
27 باب الفيء والأنفال وتفسير الخمس وحدوده وما يجب فيه 389
28 فهرس الآيات 417