وجاء الحق - سعيد أيوب - الصفحة ١١
حكم به نفذ، تعالى الله سبحانه وتقدس وتنزه عن الشركاء، والنظراء، والأعوان، والأضداد، لا إله إلا هو، ولا رب سواه، فإن تولوا عن هذه الدعوة، فاشهدوا أنتم على استمراركم على الإسلام الذي شرعه الله لكم.
ثانيا: الدعوة إلى اتباع قبلة الرسالة الخاتمة عندما بعث النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، كان الاختلاف بين اليهود على تحديد القبلة اختلافا ثابتا لا شك فيه، ونسيانهم للجبل المقدس الذي يجب أن يتوجهوا إليه، نسيان مسطور في ما بين أيديهم من كتاب، قال أشعيا وهو يحذرهم بأن الرب قال لهم: " أما أنتم الذين تركوا الرب ونسوا جبلا قدسيا فإني أعينكم للسيف " (1). وهذا النسيان ترى معالمه على التوراتين: السامرية والعبرية، فبينما تقول التوراة السامرية: إن القبلة في اتجاه جبل جرزيم، تقول التوراة العبرانية: إنها في اتجاه جبل عيبال، والمسيح عليه السلام شهد بوجود هذا الاختلاف في عهد بعثته، وبشرهم بأن العبادة لن تكون في المستقبل لا في اتجاه هذا الجبل ولا في اتجاه أورشاليم، وذلك لأن الله سينزع من أيديهم القيادة ويسلمها إلى شعب آخر (2). وما ذكره المسيح عليه السلام بخصوص القبلة، جاء عندما كان متوجها إلى أورشاليم، فقالت له امرأة سامرية: " يا سيدي، أرى أنك نبي، آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون: إن في أورشاليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه، فأجابها يسوع:
صدقيني يا امرأة ستأتي الساعة التي فيها تعبدون الأب لا في هذا الجبل ولا في أورشاليم (3). وقبل البعثة الخاتمة، لم يكن في أورشاليم هيكل بعد أن دمر الإمبراطور تيطس آخر هيكل عام 70 م، ولم يكن في أورشاليم حاخامية لليهود بعد أن ألغى الإمبراطور ثيودوسيوس الحاخامية عام 435 م، وترتب على ذلك تفرق اليهود في الأرض.
.

(1) أشعيا: 11 / 65.
(2) متى: 21 / 42 - 45.
(3) يوحنا: 4 / 22.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست