وجاء الحق - سعيد أيوب - الصفحة ٣١
أولا: ظل المنزلة الممدود على امتداد المسيرة الإسرائيلية كان لشجرة الأنبياء فيها علامات وبصمات، وفي التوراة الحاضرة يمكن للباحث أن يتبين نبوة هارون ومنزلته هو وبنيه من موسى عليه السلام، فالتوراة تنص على وحي الله - تعالى - لهارون، وهنا تكون النبوة، ولما كان موسى عليه السلام هو رسول الله إلى بني إسرائيل وعليه أنزلت التوراة، فإن نبوة هارون أو وحي الله - تعالى - لهارون، كان يتعلق بتفسير الشريعة التي أنزلها الله - تعالى - على موسى عليه السلام، بمعنى:
أن التوراة أنزلها الله - تعالى - على موسى، وأن تفسير الشريعة أوحى الله - تعالى - به إلى هارون عليه السلام، فكان هارون مشاركا لموسى عليه السلام في تفسير الشريعة، وموسى عليه السلام منفردا عن هارون بتلقي التوراة من الله سبحانه وتعالى، وهو قول الله - تعالى - في القرآن حاكيا عن موسى قوله:
(واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري) [طه: 29 - 32]، فالنص القرآني يقول: إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يجعل له وزيرا من أهله، وأن يكون هذا الوزير هارون أخاه، وسأله أن يشركه في أمره، والوزير في لغة العرب: الذي يحمل ثقل الملك، وقيل: هو الذي يلتجئ إليه الملك في آرائه وأحكامه، وقيل: هو الذي يعين الملك ويقويه (1)، وفي التوراة الحاضرة: كان هارون الكاهن الأكبر الذي يفسر الشريعة، والكاهن في لسان العرب: هو من يقوم بأمر الرجل ويسعى في حاجته، وقال: والعرب تسمي كل من يتعاطى علما دقيقا كاهنا (2).
.

(1) أنظر: لسان العرب: مادة: وزر، ص: 4824.
(2) أنظر: المصدر نفسه، مادة: كهن، ص: 3950.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست