عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٨٥
ثم كيف لرسول يتحرك لإبلاغ أمته رسالة ربه عن طريق الرؤى والمنام..؟
وهو لم يخبر حتى ماذا رأى في المنامات من أمر الوحي..
أليست قضية المنامات هذه ثغرة للخصوم والمناوئين لدعوته كي ينفذوا منها لضرب الدعوة والتشكيك فيها..؟
الملاحظة الثالثة: ذهاب الرسول المتكرر إلى غار حراء. ما هي دوافعه..؟
هل كان الرسول يأمل أن يختاره الله ويهيئ نفسه لهذا الدور؟
ومن أين أتاه الأمل؟
ولماذا اختار غار حراء ليكون ميدان تحقيق رغبته..؟
وإذا كان الأمر كذلك لماذا فر الرسول مرعوبا من الوحي..؟
هل اعتبره مفاجأة له..؟
أم لم يكن يتوقعه من الأصل..؟
وما معنى أن يفر نبي من أمام الوحي هارعا نحو زوجته مرتين..؟
والإجابة على هذه التساؤلات تضع الرسول بين أمرين: إما أن يكون هذا الرسول مهزوزا ضعيفا ليس على مستوى الرسالة.
وإما أن يكون جاهلا أقحم نفسه فيما لا شأن له به وكلا الأمرين يدفعان إلى التشكيك بالوحي وبالرسول..
وكان لا بد من هذه الوقفة مع قضية الوحي قبل استعراض رؤية أهل السنة للقرآن.
يقول القرطبي في تفسيره: كان القرآن في مدة النبي صلى الله عليه وآله متفرقا في صدور الرجال. وقد كتب الناس منه في صحف وفي جريد وفي لخاف وظرر وغير ذلك.. (1).

(١) الجامع لأحكام القرآن..
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست