عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٨٠
وهذا التصور الذي يطرحه أهل السنة بالنسبة لقضية العصمة إنما هو مرتبط بفترة ما بعد البعثة. أما قترة ما قبل البعثة فقد جوزوا عليهم الكبائر والصغائر عمدا وسهوا.. (1).
وقال القاضي عياض: وأما عصمتهم من هذا الفن قبل النبوة فللناس فيه خلاف. والصواب أنهم معصومون قبل النبوة من الجهل بالله وصفاته والتشكك في شئ من ذلك.
وقال القشيري: والذي صار إليه المعظم أن الله ما بعث نبيا إلا كان مؤمنا به قبل البعثة.. وإجماع أهل السنة على جواز وقوع النسيان من الرسول صلى الله عليه وآله لكنهم اختلفوا فيما يكون النسيان. هل ينسى في التبليغ عن الله ما يتعلق بالأحكام والأفعال..؟
قال القاضي عياض: عامة العلماء والأئمة النظار كما هو ظاهر القرآن والحديث.
لكن شرط الأئمة أن الله تعالى ينبه على ذلك ولا يقره عليه وقال البعض:
من شرط التنبيه اتصاله بالحادثة على الفور.
وقال آخرون: يجوز في ذلك التراخي ما لم ينخرم العمر وينقطع تبليغه.. (2)..
يقول ابن تيمية:.. والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين.. وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ لرسالة فللناس فيه نزاع هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع؟ ومتنازعون في أن العصمة من الكبائر والصغائر أو من بعضها. أم هل العصمة إنما في الإقرار عليها لا في فعلها؟ أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط؟ وهل تجب العصمة من الكفر

(١) أنظر عظمة الأنبياء وكتب العقائد..
(٢) (الجامع لأحكام القرآن ج 7 / تفسير قوله تعالى: (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 75 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست