عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٣٤
يقول الشيخ كاشف الغطاء: إن أول من وضع بذرة التشيع في حقل الإسلام هو نفس صاحب الرسالة الإسلامية ولم يزل غارسها يتعاهدها بالسقي والعناية حتى نمت وازدهرت في حياته ثم أثمرت بعد وفاته.. (1).
ويقول الشيخ المظفر: لا غرو لو قلنا إن الدعوة إلى التشيع ابتدأت من اليوم الذي هتف فيه المنقذ الأعظم صلى الله عليه وآله صارخا بكلمة لا إله إلا الله في شعاب مكة وجبالها إلى أن يقول: فكانت الدعوة إلى التشيع لأبي الحسن (الإمام علي) من صاحب الرسالة تمشي منه جنبا لجنب مع الدعوة للشهادتين.. (2).
وقد ادعى كتاب الفرق من السلف أن أول من أظهر التشيع هو عبد الله بن سبأ ولا يزال خصوم الشيعة من المعاصرين يرددون هذا القول وهذا قول مردود فعلى قرض التسليم بوجود ابن سبأ فإن الشيعة يتبرأون منه ومن أعماله وأقواله وهذا واضح في كتبهم أما وأن الثابت أن أين سبأ هذا شخصية وهمية اخترعت لضرب الشيعة والطعن في معتقداتها.. (3).
أما الذين يقولون بأن الشيعة نشأت لعد اجتماع السقيفة عندما تحالفت فئة من الصحابة مع علي ورفضت بيعة أبي بكر فهم يريدون بهذا القول أن يفرغوا التشيع من محتواه ويظهروه وكأنه نشأ كرد فعل لاغتصاب الخلافة..
. إذا كان من تحالف مع علي من الصحابة في تلك الفترة فهل هذا الموقف اتخذ من فراغ أم أن له جذوره التي تسبق فترة السقيفة..؟
والذين يقولون بفارسية التشيع وأن أصوله فارسية يلتقون مع الذين يقولون أن أصوله يهودية فهؤلاء وهؤلاء يريدون أن يجتثوا شجرة التشيع من الجذور وأن ينسفوها نسفا.. وليست هذه الآراء إلا مغرضة لا تقوم على برهان صحيح..

(١) أصل الشيعة وأصولها.
(٢) عقائد الإمامية.
(٣) أنظر عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى لمرتضى العسكري. وانظر هوية التشيع..
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 37 39 40 41 ... » »»
الفهرست