عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٢٣
وتجارب الوحدة السابقة يجب أن توضع نصب أعينهم وهي تجارب على ما تشير الوقائع فاشلة والسبب أن هناك سوء تفاهم لدى الطرفين كل بالآخر..
ولقد كانت القاعدة الإسلامية في مصر متحالفة تماما مع الثورة الإسلامية في بدايتها وتعتبر الإمام الخميني قائدها ولكن بمجرد أن فجر أعداء الإسلام نقاط الخلاف وكشفوا مواقف الشيعة من الصحابة سرعان ما تبدد هذا التحالف وتلاشى التأييد وانقلب الموقف من موالاة إلى معاداة.. (1).
والمسلمون من حقهم أن يطلعوا على الحقائق بأسانيدها حتى تتضح الرؤية أمامهم ويملكوا القدرة على اتخاذ القرار المناسب..
نعم إن الشيعة تشترك مع السنة في الأصول كما ذكرنا لكن السنة لا تكتفي بذلك بل تريد من الشيعة أن تتنازل عن موقفها من الإمامة واعتبارها أصلا ينبني عليه شتى الموقف الأخرى التي تتبناها تجاه الصحابة وتجاه أهل البيت.
السنة نريد من الشيعة أن تعترف بالخلفاء الثلاثة وتقر بكل ما جاء في عقيدتها من أقوال واجتهادات ابتدعتها السياسة وإلا فهي ضالة مبتدعة..
والشيعة من جانبها تريد من السنة أن تحترم اجتهاداتها وتعذرها في مواقفها كما عذرت معاوية ويزيد وبررت جنايتهما وجرائمهما في حق الإسلام والمسلمين.. (2).
لماذا تشدد السنة في قضية الصحابة وتعتبرها فيصلا بين الحق والباطل هل الصحابة ركن من أركان الإسلام. أم هي عبادة الرجال؟
أم أن عقيدة أهل السنة يرتبط وجودها ومستقبلها بالرجال..؟

(١) راجع لنا حقيقة هذا الموقف بتوسع في كتابنا: الحركة الإسلامية في مصر.
وكتابنا الشيعة في مصر ط. القاهرة.
(٢) راجع كتب التاريخ وخاصة كتاب البداية والنهاية لابن كثير وانظر كيف يدافع القوم عن معاوية وولده. وتأمل دفاع ابن كثير عن يزيد بعد موقعة الحرة عام 62 م والتي استباح فيها جيش يزيد مدينة الرسول. وانظر دفاع ابن تيمية عنه في الفتاوى الكبرى وكذلك ابن خلدون في مقدمته.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست